سيرته صلى الله عليه وسلم في قومه قبل النبوة

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

 

 

    

 

سيرته صلى الله عليه وسلم في قومه قبل النبوة

النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: سيرته صلى الله عليه وسلم في قومه قبل النبوة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    49
    آخر نشاط
    27-01-2010
    على الساعة
    02:52 AM

    افتراضي سيرته صلى الله عليه وسلم في قومه قبل النبوة

    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    والصلاة والسلام على اشرف الخلق سيدنا محمد وعلى اله وصحبه الاخيار

    هذا هو الجزء الثالث لموضوعي عن بطل الابطال واشرف الخلق سيدنا محمد واليوم موضوعي عن :


    سيرته صلى الله عليه وسلم في قومه قبل النبوة

    قد علمت أن الله تعالى قد أكرم آل حليمة السعدية التي أرضعته صلى الله عليه وسلم، فبدل عسرهم يسراً وأشبع غنيماتهم وأدر ضروعها في سنة الجدب والشدة، كما بارك سبحانه وتعالى في رزق عمه أبي طالب حينما كان في كفالته، مع ضيق ذات يده، وأنه سبحانه وتعالى كان يسخر له الغمامة تظله وحده من حر الشمس في سفره إلى الشام، فتسير معه أنى سار دون غيره من أفراد القافلة.
    وكان سبحانه وتعالى يلهمه الحق ويرشده الى المكارم والفضائل في أموره كلها، حتى إنه كان إذا خرج لقضاء الحاجة في صغره بَعُدَ عن الناس حتى لا يُرى.

    وكان سبحانه وتعالى يكرمه بتسليم الأحجار والأشجار عليه، ويُسمعه ذلك فيلتفت عن يمينه وشماله فلا يرى أحداً.
    وقد كان علماء اليهود والنصارى - رهبانهم وكهنتهم- يعرفون زمن مجيئه صلى الله عليه وسلم مما جاء من أوصافه في التوراة وما أخبر به المسيح عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام فكانوا يسألون عن مولده وظهوره وقد عرفه كثيرون منهم لما رأوا ذاته الشريفة أو سمعوا بأوصافه وأحواله صلى الله عليه وسلم.

    وقد نشأ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ممتازاً بكمال الأخلاق، متباعداً في صغره عن السفاسف التي يشتغل بها أمثاله في السن عادة، حتى بلغ مبلغ الرجال فكان أرجح الناس عقلاً، وأصحهم رأياً، وأعظمهم مروءة، وأصدقهم حديثاً، وأكبرهم أمانة، وأبعدهم عن الفحش، وقد لقبه قومه (بالأمين)، وكانوا يودعون عنده ودائعهم وأماناتهم.

    وقد حفظه الله تعالى منذ نشأته من قبيح أحوال الجاهلية، وبَغَّض إليه أوثانهم حتى إنه من صغره كان لا يحلف بها ولا يحترمها ولا يحضر لها عيداً أو احتفالاً، وكان لا يأكل ما ذبح على النُّصُب، و النصب هي حجارة كانوا ينصبونها ويصبون عليها دم الذبائح ويعبدونها.

    ولقد كان صلى الله عليه وسلم لين الجانب يحن إلى المسكين، ولا يحقر فقيراً لفقره، ولايهاب ملكا لملكه، ولم يكن يشرب الخمر مع شيوع ذلك في قومه، ولا يزنى ولا يسرق ولا يقتل، بل كان ملتزما لمكارم الأخلاق التي أساسها الصدق والأمانة والوفاء.

    وبالجملة حفظه الله تعالى من النقائص والأدناس قبل النبوة كما عصمه منها بعد النبوة.
    وكان يلبس العمامة والقميص والسراويل، ويتزر ويرتدى بأكيسة من القطن، وربما لبس الصوف والكتان، ولبس الخف والنعال وربما مشى بدونها. وركب الخيل والبغال والإبل والحمير. وكان ينام على الفراش تارة وعلى الحصير تارة وعلى السرير تارة وعلى الأرض تارة، ويجلس على الأرض، ويخصف نعله، (أي يخرزها ويصلحها) ويرقع ثوبه، وقد اتخذ من الغنم والرقيق من الإماء والعبيد بقدر الحاجة. وكان من هديه في الطعام ألا يرد موجوداً ولا يتكلف مفقوداً.


    معيشته صلى الله عليه وسلم قبل النبوة



    محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم كان جده هاشم كبير قريش وسيدها، وكانت قريش أشرف قبائل العرب، وكانت إقامتهم بمكة وضواحيها، وكانت معيشتهم من التجارة في الثياب والبز (متاع البيت من جنس الثياب) وما يحتاجه العرب، وكان لهم رحلتان تجاريتان إلى الشام إحداهما في الصيف والأخرى في الشتاء، وكان أكثر ما يقتنون من النَّعم الإبل والغنم للانتفاع بظهورها وألبانها وأصوافها وأوبارها. فلما بلغ سناًّ يمكنه فيه أن يعمل عملا كان ينفق على نفسه من عمل يده، وقد كانت فاتحة عمله رعاية الغنم، كما هي سنة الله تعالى في أنبيائه وأصفيائه؛ لتدريبهم على رعاية الخلق بالرفق الذي تستدعيه هذه الرعاية، فكان ينفق من أجرة رعايته، ثم كان يتجر فيما كانت تتجر فيه قريش وينفق من كسب تجارته. وفي كل ذلك كان يعمل على قدر الحاجة، لا مستكثراً من الدنيا ولا تاركا لها تركا كلياًّ، ليهيئه الله تعالى لما أراده سبحانه منه من التفرغ للدعوة إلى دينه القويم.

    تعبده صلى الله عليه وسلم قبل البعثة

    كان من العرب قبل الإسلام من ينتمي إلى دين اليهودية، ومنهم من يدين بالنصرانية- على ما فيهما من تغيير وتحريف، والباقون عبدة أصنام وأوثان، وكان على ذلك عامة قريش إلا نفرا قليلا منهم كانوا يعيبون على قومهم عبادة هذه التماثيل.

    وقد فُطر سيدنا محمد بن عبد الله - صلوات الله عليه وسلامه- على طهارة القلب وزكاء النفس. فطره الله تعالى على ذلك ليكون على تمام الصلاحية لتلقى شريعته المطهرة وإيصالها إلى الخلق على أتم وجه وأكمله.
    فلذلك كانت نفسه الكريمة مجبولة على ما هو الحق، لا تعرف غيره، ولا تقبل سواه، فكان يأنف عن الباطل بطبعه ويألف الحق بسجيته، فلم يحكم عليه شيء من عادات قومه: لا في تحسين باطل ممقوت، ولا في تقبيح حق مقبول.

    ولقد كانت تلك فطرة أبيه إبراهيم عليه الصلاة والسلام التي فُطر عليها قبل نبوته؛ كما كان ذلك شأن سائر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام: يفطرون على الإقبال على الله تعالى، وتنصرف هممهم وأنفسهم الزكية قبل نبوتهم عما يكون عليه أقوامهم من باطل العقائد وفاسد العادات والتعبدات.
    نشأ صلى الله عليه وسلم مقبلا على الله تعالى بقلبه، خالصاً لله تعالى، حنيفا لم يحم الشرك حول قلبه الكريم، فكان بأصل فطرته مبغضاً لهذه الأوثان، نافراً من هذه المعبودات الباطلة، فلم يكن يحضر لها عيدا ولا يتقرب إليها ولايحفل بها، وإنما كان يعبد خالق الكون وحده، مقبلا عليه سبحانه بما هو مظهر العبودية والإخلاص من تفكير وتمجيد.

    وكان يطوف بالكعبة ويحج كما كان الناس يحجون اتباعاً لملة سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام. ولم يثبت من طريق صحيح التزامه التعبد على شريعة أحد من الأنبياء السابقين صلوات الله عليهم أجمعين.
    والذي ثبت أنه صلى الله عليه وسلم كان يختلى في غار حراء من كل سنة شهر(وكان يوافق ذلك شهر رمضان)، يعبد الله تعالى بالتفكر، ويطعم المساكين مما كان يتزود به في مدة خلوته (وروى أنه كان يتزود الكعك والزيت، وكان كلما فرغ زاده رجع الى أهله فتزود وعاد)، وكان إذا انتهي من خلوته ينصرف إلى الكعبة فيطوف بها سبعاً أو ماشاء الله من ذلك قبل أن يرجع إلى بيته.

    ويسمى حراء: جبل النور، وهو على يسار السالك إلى عرفة، وبه ذلك الغار الذي كان يتعبد فيه النبي صلى الله عليه وسلم، وهو ضيق المدخل، ومساحته من الداخل تقرب من ثلاثة أمتار، وبه نزل الوحي عليه صلى الله عليه وسلم لأول مرة كما سيجيء، ويقال أن جده عبد المطلب كان يتعبد في حراء، ثم تبعه في ذلك من كان يتعبد منهم كورقة بن نوفل وأبي أمية بن العزى.

    وقد كان صلى الله عليه وسلم يحب العزلة والخلوة من زمن طفولته إلى أن بعثه الله تعالى رحمة للعالمين.
    وقبيل مبعثه كان لا يرى رؤيا إلا جاءت كفلق الصبح، أي واضحة وصريحة كوضوح ضوء الصباح وإنارته، أى أنها تتحقق في اليقظة مثل ما يراها في المنام، فكان ذلك مقدمة لنبوته صلى الله عليه وسلم

    وسأكتفي بهذا القدر هذه المرة ايضأ
    وصلى الله على سيدنا محمدعليه افضل الصلاة والسلام
    مع تحياتي اختكم شمس الاسلام

    *********************

    مواضيع ذات صلة
    https://www.ebnmaryam.com/vb/showthread.php?t=7375

    https://www.ebnmaryam.com/vb/showthread.php?t=7307
    التعديل الأخير تم بواسطة المهتدي بالله ; 19-04-2006 الساعة 12:14 AM

  2. #2
    الصورة الرمزية احمد العربى
    احمد العربى غير متواجد حالياً اللهم اغفر له وارحمه وارزقه الفردوس الأعلى من الجنة
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    المشاركات
    2,327
    آخر نشاط
    15-03-2009
    على الساعة
    08:07 PM

    افتراضي

    بارك الله فيك أخينا الحبيب شمس الإسلام على السيرة العطرة لخير وأشرف خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم ولي إضافة بسيطة وجدت أن تعرف القارئ العزيز ماكان عليه العالم من فوضى,وظلم,وطغيان قبل مولده صلى الله عليه وسلم الذي أرسله الله بالهدى والرحمة للعالمين.
    كان العالم فى فوضي، وطغيان، وعنف، قبل مولد الرسول عليه الصلاة والسلام، البنت توأد، والعبد يسترق، والشرع قانون الغاب، كرامات تنتهك، وليس من رادع لباغ أو منصف لمظلوم، قيم تداس، عقائد سخيفة كالزردشتية والمزدكية فى فارس، أماكن مقدسة تنتهك بنفوذ الرومان، وباء أخلاقى يتفشى فى الهند، فرقة وتفكك فى البلاد العربية بلغ درجة القسوة، انتشار فظيع للمنكر. وكان اهتمام أهل مكة مقتصر على جمع المال واستثماره بطرق مشروعة وغير مشروعة "وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا اليها وتركوك قائما" "الجمعة آية 11". لهم أسواق كسوق عكاظ. يقومون برحلتين: رحلة الصيف ورحلة الشتاء الى سورية وفلسطين وجنوبى بلاد العرب ليبتاعوا منها ما تدعو اليه الحاجة من البضائع وليبيعوا منتجات بلادهم فكانت القوافل محل اهتمامهم واستفحل ضرر المرابين فمن قساوتهم حمل المدنيين على اكراه بناتهم ونسائهم على البغاء للوفاء بما عليهم من الدين المتعذر الوفاء به لمضاعفته فى كل يوم ونهى عنه الاسلام "ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة" "النور آية 33" وأفاد القرآن أنه "ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدى الناس " "الروم آية 41". فى سنة 610 ميلادية اشتعلت الحرب بين الرومان والفرس بسبب عداوة قديمة بينهما قبل القرن الخامس وأسبابها التنازع حول سيادة العالم. فظهر التنافس على الجزيرة العربية. واستغلت الفرس عملاءها يهود اليمن فأعزت "ذانوّاس" آخر ملوك الدولة الحميرية على اعتناق اليهودية، وفرض هذا الدين بالقوة على سائر أهالى اليمن فاضطهدت المسيحية فى مدينة نجران، وحرضوا "ذانوّاس" على الفتك بالمسيحيين فى نجران، فقتلهم حرقا فى أخاديد ذكرهم القرآن فى قوله "قتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود إذ هم عليها قعود" "البروج آيات 6-4"."انظر محاضرتى بجامع صفاقس الكبير: محمد الرسول المصلح نشرت بمجلة الهداية الصادرة عن المجلس الاسلامى الأعلى سنة 1993". وأشرت الى ما قام به القائد الحبشى "أبرهة الأشرم" من بناء كنيسة فخمة فى صنعاء باليمن وحاول جذب العرب للحج اليها. لكن العرب تمسكوا بكعبتهم التى بناها جد العرب ابراهيم واسماعيل، وأصبحت رمزا لقوميتهم وتراثهم رغم تخليهم عن عقيدة التوحيد وتحويلهم الكعبة الى بيت للأوثان. رفض العرب اعتناق المسيحية لأنها ارتبطت فى أذهانهم بالأطماع الاستعمارية كما أصبح المسيحيون فى نظر العرب عملاء سياسيين للأحباش والرومان حاول "أبرهة" ارغام العرب وهدم الكعبة فأعدّ حملة عسكرية ضخمة وأمده نجاشى الحبشة بالجنود والمؤونة والعتاد، فخرج بعدد كبير من الأفيال لإثارة الرهب فى قلوب العرب. وحاولت قبائل عربية وقف الزحف، فتغلّب عليها ووصلت الحملة الى مكة. وقريش قبيلة تجارية اهتمت بالاقتصاد دون الجانب العسكري. فكانت مهمة عبد المطلب جد الرسول محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم صعبة عسيرة، فالحجاز لم تعرف من قبل احتلالا أجنبيا فنظم الدفاع عن مكة ، فاعتصم الاهالى بالجبال المجاورة. أما الكعبة فهى بيت الله وللبيت رب يحميه. تدخلت العناية الالهية سماء مكة وامتلأت بملايين من طير الأبابيل تقذف الجيش الحبشى بأحجار من سجيل جعلتهم كعصف مأكول. وعاد أبرهة الى صنعاء عليلا فمات وكان اخفاق حملة الفيل بداية ظهور حركة تحريرية لتطهر اليمن من الاحتلال الحبشي.
    تزعمها "سيف بن ذى يزن" الحميرى ونجح بمعونة الفرس فى اجلاء الأحباش فهنأه عبد المطلب، وكانت فرصة ليبشر البطل الحميرى عبد المطلب جد محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم بمولد حفيده ومستقبله المشرق، وحذره من عدوان اليهود فتحققت تكهناته، إذ أصبح يهود المدينة ألد أعدائه. فى هذا الوضع الفوضوى ولد خاتم المرسلين.
    "يتبع"

    هلّ ميلاد محمد بن عبد اللّه بن عبد المطّلب صلى الله عليه وسلم فى هذا الوضع العالمى عام الفيل حوالى سنة 570 أو 571 مقابل الثانى عشر من ربيع الأول. انحدر هذا الرسول الكريم من صفوة بيوتات قريش من ولد ابراهيم الخليل سيدنا اسماعيل الذّبيح، هذا الرسول اليتيم ولد بعد وفاة أبيه عبد اللّه وهو فى بطن أمّه، وتوفيت أمّه آمنة بنت وهب وهو فى السادسة من عمره.
    وتوفى جدّه عبد المطلب كافله وهو فى الثامنة من عمره تاركا إيّاه تحت كفالة عمّه أبى طالب، رعى الغنم شأن الأنبياء من قبله تمهيدا لرعاية الأمم، اشتغل مع عمّه بالتجارة، وتزوّج من خديجة بنت خويلد أم أبنائه، وهى فى الأربعين من عمرها بينما لم يتجاوز محمد سن الخامسة والعشرين، ثم انقطع للعبادة فى غار حراء الكائن بأعلى جبل حراء على فرسخين من شمال مكّة حيث كان يذهب إليه طوال شهر رمضان من كل سنة ليلتمس الحقيقة العليا حتى صار يرى فى نومه الرؤيا الصادقة وتنبلج أثناءها أمام بصيرته أنوار الحقيقة التى ينشد ويرى معها باطل الحياة وغرور زخرفها إذاك آمن أن قومه قد ضلّوا سبيل الهدي، وأنّ حياتهم الروحيّة قد أفسدها الخضوع لأوهام الأصنام، وما إليها من عقائد متصلة بها ليست دونها ضلالا وليس فى ما يذكر اليهود وما يذكر النصارى ما ينقذ قومه من ضلالهم، إذ هناك ألوان من الوهم وصور من الوثنيّة لا يمكن أن تتفق مع الحق المجرّد البسيط الذى لا يعرف كلّ هذه المضاربات الجدليّة العميقة ممّا يمعن فيه هؤلاء وأولئك من أهل الكتاب، وهذا الحق المجرّد هو "اللّه" خالق الكون لا إله إلاّ هو "ربّ العالمين الرحمن الرحيم" وهذا الحق هو الذى أخبر عباده أن الناس مجزيّون بأعمالهم "فمن يعمل مثقال ذرّة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرّة شرّا يره" "الزّلزلة آتيان 7 ـ 8" وأن الجنّة حق وأن النار حقّ وأنّ الذين يعبدون من دون اللّه إلها آخر لهم جهّنم وساءت مستقرّا ومقاما.
    لمّا بلغ محمد صلّى الله عليه وسلم سنّ الأربعين حلّ يوم الوحى الاول سنة 610. وأثناء نومه بالغار ذات يوم جاءه ملك وفى يده صحيفة فقال له "اقرأ" فأجاب مأخوذا "ما أقرأ!" فأحسّ كأن الملك يخنقه، ثم يرسله ويقول له "اقرأ" قال محمد: ـ وقد خاف أن يخنق مرّة أخرى ـ ماذا أقرأ؟ قال الملك: "اقرأ بإسم ربّك الذى خلق، خلق الإنسان من علق، اقرأ وربّك الأكرمُ الذى علّم بالقلّم علمّ الإنسان ما لم يعلمْ" "العلق 1 ـ 5". فماهى أهم اصلاحات محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ من الصعب حصرها لشموليتها جميع ميادين الحياة: عادات وعبادات ومعاملات، وتشريع، حقوق، وواجبات، وآداب اجتماعية. ولهذا سأشير الى بعضها، لقد أخرج الأمّة العربية من الفوضى والاختلال، رغم أميّته وفقره وعيشه فى مجتمع وثني. إذ أبدل البلاد من الجهل علما، ومن الفساد نظاما ومن الكفر إيمانا، ومن الشرّك توحيدا، ومن التشبيه تنزيها، ومن التفرّق اتحادا، ومن التخاذل ائتلافا، ومن الضعف قوّة، ومن الهمجيّة مدنيّة، وهو فى كلّ ذلك القائد المحنّك والخطيب المصقع، والبليغ المعجز، والسياسى الحاذق والمنبيء الصادق والشارع الحكيم، والمعلّم الماهر، والمخبر قومه بما لم يعلموه وما لم يلتفتوا إليه، والتقى الورع، المتمتّع بالحلال المتلذّذ بالطيّبات الرؤوف الرحيم، القاسى على الظالمين، مثال الأدب والتهذيب، والرقة والكمال والجمال والنظافة والأعمال الصالحة، والإيمان الصادق، الأسوة الحسنة لأمته ولسائر العالم كلّ ذلك دليل على أنه القدّوة الحسنة فى كل شيء والمثال الصالح الوحيد فى كلّ صفة وخلق وعمل "لقد كان لكمْ فى رسول اللّه أسوة حسنة" "الأحزاب آية 21".
    أحيى أمّة حملت لواء العلم والعزّ والمجد والمدنيّة الصحيحة والحريّة والإخاء والمساواة إلى أمم الأرض قاطبة مع شدّة الحاجة إلى بعثته فى ذلك الزمن الذى ساد فيه الاختلال والكفر والظلم وسوء الحال والجهل، فغيّرت بعثته وجه الأرض وقلبت نظم الأمم، وصبغتها بصبغتها السليمة فى سنين قليلة.
    فمحمد صلّى الله عليه وسلم أحيى الأمّة وجاء بالدين الصحيح، فجلب محبّة الأمم الآخذة بتعاليمه المتأثّرة بأقواله وأعماله إلى اليوم وهذا النجاح لا يتم بدون عون إلهيّ ومدد ربّانى لرسوله المكلّف بتبليغ رسالة ربّ العالمين للإنسانية. وقد خاب كل مدّع للنبوّة بعده. صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
    التعديل الأخير تم بواسطة احمد العربى ; 19-04-2006 الساعة 12:01 AM
    قال الله تعالى ( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ﴿23﴾ لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاء أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴿24﴾ الأحزاب

    إن الدخول في الإسلام صفقة بين متبايعين.. .الله سبحانه هو المشتري والمؤمن فيها هو البائع ، فهي بيعة مع الله ، لا يبقى بعدها للمؤمن شيء في نفسه ، ولا في ماله.. لتكون كلمة الله هي العليا ، وليكون الدين كله لله.


    دار الإفتاء المصرية ترد على شبهات وأباطيل أهل الباطل
    ( هنا دار الإفتاء)

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2005
    المشاركات
    58
    آخر نشاط
    25-03-2007
    على الساعة
    02:17 PM

    افتراضي

    جزى الله الاخوين على هذه المشاركة الطيبة

    والله لقد عطرتم المنتدى بسيرة الحبيب صلى الله عليه وسلم

    كيف لا وهو اشرف الخلق وسيد ولد آدم


    كـــــنا جـبالاً في الجبال وربـما سـرنا عـلى موج البحار بـحارا

    لـن تنـس أفريقيا ولا صحراؤها ســـجداتـنا و الأرض تقذف نارا

    نـدعو جهاراً لا إله سوى الذي خـــــلق الوجود وقـدر الأقـدارا

    كـنا نـرى الأصـــــنام من ذهب فـنهدمـــــها ونـهدم فوقها الكفارا

    لو كان غــير الـمسلمين لحازها كنـزاً وصــــاغ الحلي والدّينارا

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    4,001
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    11-01-2019
    على الساعة
    06:55 PM

    افتراضي

    بارك الله بكم اخواني الكرام جميعا
    وانوه الى ان صاحب الموضوع اخت وليس اخ

    والله المستعان
    المسلم حين تتكون لديه العقلية الاسلامية و النفسية الاسلامية يصبح مؤهلاً للجندية و القيادة في آن واحد ، جامعاً بين الرحمة و الشدة ، و الزهد و النعيم ، يفهم الحياة فهماً صحيحاً ، فيستولي على الحياة الدنيا بحقها و ينال الآخرة بالسعي لها. و لذا لا تغلب عليه صفة من صفات عباد الدنيا ، و لا ياخذه الهوس الديني و لا التقشف الهندي ، و هو حين يكون بطل جهاد يكون حليف محراب، و في الوقت الذي يكون فيه سرياً يكون متواضعاً. و يجمع بين الامارة و الفقه ، و بين التجارة و السياسة. و أسمى صفة من صفاته أنه عبد الله تعالى خالقه و بارئه. و لذلك تجده خاشعاً في صلاته ، معرضاً عن لغو القول ، مؤدياً لزكاته ، غاضاً لبصره ، حافظاً لأماناته ، و فياً بعهده ، منجزاً وعده ، مجاهداً في سبيل الله . هذا هو المسلم ، و هذا هو المؤمن ، و هذا هو الشخصية الاسلامية التي يكونها الاسلام و يجعل الانسان بها خير من بني الانسان.

    تابعونا احبتي بالله في ملتقى أهل التأويل
    http://www.attaweel.com/vb

    ملاحظة : مشاركاتي تعبر فقط عن رأيي .فان اصبت فبتوفيق من الله , وان اخطات فمني و من الشيطان

  5. #5
    الصورة الرمزية احمد العربى
    احمد العربى غير متواجد حالياً اللهم اغفر له وارحمه وارزقه الفردوس الأعلى من الجنة
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    المشاركات
    2,327
    آخر نشاط
    15-03-2009
    على الساعة
    08:07 PM

    افتراضي

    بارك الله فيك أخي وحبيبي فى الله المهتدي على التوعية وأعانكم الله أنت وأخينا الحبيب الشرقاوي وأخينا الحبيب سعد والأخوة والأخوات المشرفين والمشرفات الجدد على تحمل هذه المسئولية الكبيرة التي وضعت على عاتقيكم ونسأل الله لكم السلامة والعون.
    قال الله تعالى ( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ﴿23﴾ لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاء أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴿24﴾ الأحزاب

    إن الدخول في الإسلام صفقة بين متبايعين.. .الله سبحانه هو المشتري والمؤمن فيها هو البائع ، فهي بيعة مع الله ، لا يبقى بعدها للمؤمن شيء في نفسه ، ولا في ماله.. لتكون كلمة الله هي العليا ، وليكون الدين كله لله.


    دار الإفتاء المصرية ترد على شبهات وأباطيل أهل الباطل
    ( هنا دار الإفتاء)

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    4,001
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    11-01-2019
    على الساعة
    06:55 PM

    افتراضي

    حياكم الله اخي الحبيب رفيق الدرب احمد العربي
    وحمدا لله على سلامتك واهلاً بك بيننا من جديد في بيتك اتباع المرسلين

    واسال الله الهداية والتوفيق للجميع

    والله المستعان
    المسلم حين تتكون لديه العقلية الاسلامية و النفسية الاسلامية يصبح مؤهلاً للجندية و القيادة في آن واحد ، جامعاً بين الرحمة و الشدة ، و الزهد و النعيم ، يفهم الحياة فهماً صحيحاً ، فيستولي على الحياة الدنيا بحقها و ينال الآخرة بالسعي لها. و لذا لا تغلب عليه صفة من صفات عباد الدنيا ، و لا ياخذه الهوس الديني و لا التقشف الهندي ، و هو حين يكون بطل جهاد يكون حليف محراب، و في الوقت الذي يكون فيه سرياً يكون متواضعاً. و يجمع بين الامارة و الفقه ، و بين التجارة و السياسة. و أسمى صفة من صفاته أنه عبد الله تعالى خالقه و بارئه. و لذلك تجده خاشعاً في صلاته ، معرضاً عن لغو القول ، مؤدياً لزكاته ، غاضاً لبصره ، حافظاً لأماناته ، و فياً بعهده ، منجزاً وعده ، مجاهداً في سبيل الله . هذا هو المسلم ، و هذا هو المؤمن ، و هذا هو الشخصية الاسلامية التي يكونها الاسلام و يجعل الانسان بها خير من بني الانسان.

    تابعونا احبتي بالله في ملتقى أهل التأويل
    http://www.attaweel.com/vb

    ملاحظة : مشاركاتي تعبر فقط عن رأيي .فان اصبت فبتوفيق من الله , وان اخطات فمني و من الشيطان

سيرته صلى الله عليه وسلم في قومه قبل النبوة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. فيما عرضته قريش عليه - صلى الله عليه وسلم - ليرجع عن الدعوة
    بواسطة جــواد الفجر في المنتدى من السيرة العطرة لخير البرية صلى الله عليه وسلم
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 19-05-2010, 04:17 AM
  2. قصة النبوة محمد صلى الله عليه وسلم كأنك تراه الجزء الثاني
    بواسطة ronya في المنتدى من السيرة العطرة لخير البرية صلى الله عليه وسلم
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 04-03-2009, 05:40 PM
  3. من سيرته صلى الله عليه وسلم ... (مع زوجته صفيه وعائشه)
    بواسطة *فتاة الإسلام* في المنتدى من السيرة العطرة لخير البرية صلى الله عليه وسلم
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 28-03-2008, 05:08 PM
  4. محمد صلي الله عليه وسلم ... بين النبوة والفلسفة
    بواسطة shadib في المنتدى الرد على الأباطيل
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 06-10-2006, 07:50 PM
  5. مالذي ابكى الرسول صلى الله عليه وسلم حتى سقط مغشيا عليه ؟
    بواسطة I_MOKHABARAT_I في المنتدى من السيرة العطرة لخير البرية صلى الله عليه وسلم
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 12-12-2005, 06:38 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

سيرته صلى الله عليه وسلم في قومه قبل النبوة

سيرته صلى الله عليه وسلم في قومه قبل النبوة