خطبة عيد الأضحى

اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ
اللهُ أكبرُ على من طغى وتجبَّر , فظلمَ عبادَ اللهِ وتكبر
الله أكبرُ على من كفرَ بحكم ِالإسلام ِ وللكفرِ أظهر
الله أكبرُ على من فرَّط َبأرض ِالإسلام ِ فباع َوسَمسَر
الله أكبرُ على من حكمَ بأنظمةِ كفرٍ وبها أسفر
فاللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ
أيُّها المسلمونَ الموحدونَ , أيها الطائعونَ المتقونَ , أيها العاملونَ العابدونَ :
ألآ فاعلموا عبادَ اللهِ يرحمني وإيِّاكُمُ الله : أنَّ الله قد حرَّم الظلمَ على نفسهِ وجَعَلـَهُ بينكُم مُحرَّمَا , فلا تظالموا .
واعلموا أنَّ دماءَكم وأموالـَكُم وأعراضَكُم عليكُم حرامٌ إلى أن تلقوْا ربَّكُم, كحرمةِ يومِكُم هذا, في شهركُم هذا , وأنكم ستلقونَ ربَّكُم فيسألـْكُم عن أعمالِكُم , فمن وجدَ خيراً فليحمدِ اللهَ , ومن وجدَ غيرَ ذلكَ فلا يلومَنَّ إلاَّ نفسَهُ.
فالدنيا دارُ من لا دارَ لهُ , ولا عيشَ إلاَّ عيشُ الآخرةِ .
واعلموا عبادَ اللهِ أنَّ اللهَ حقٌّ , وأنَّ وعدَ اللهِ حقٌّ , وأنَّ الجنـَّة َحقٌّ , وأنَّ النـَّار حقٌّ , وأنَّ التمكينَ لأولياءِ اللهِ حقٌّ , وأنَّ النَّصرَ مَعَ الصبر, وأنَّ الفرجَ مَعَ الكربِ , وأنَّ مَعَ العُسرِ يُسرا .
فاللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ .
أيُّها المؤمنونَ المُوحدونَ الفائزونَ : بالأمس ِ فارَقـَنَا ضيفٌ عزيزٌ غال ٍعلينا , إنهُ يومُ اللهِ الأكبر, اليومُ المشهودُ , يومُ عرفة َالأغرُّ , وهو أعظمُ أيام ِاللهِ إلى الله .
فهنيئاً لمن قامَ بالطاعاتِ وأكثر, فطوبى لهُ , ثمَّ طوبى لهُ , ثمَّ طوبى لهُ .
واليومَ هو يومُ النحرِ العاشرُ من ذي الحِجَّةِ , وقد اقسمَ اللهُ بهذهِ الأيام ِالعشرِ, لِعُلوِّ شأنِـها , وعظيم ِمكانتِـها فقالَ عزَّ من قائل : ( والفجرِ{1} وليال ٍ عشرٍ{2} والشـَّفع ِ والوَترِ{3} والليل ِ إذا يَسرِ{4} هل في ذلكَ قسمٌ لذي حِجرٍ{5} ) الفجر .
في هذهِ الآياتِ المباركاتِ يُشَّرِّفُ اللهُ هذهِ الأيامَ بأن أقسمَ بحقـِّهنَّ ، وأكرَمَهُنَّ , وفضَّـلهنَّ .
فحَثَّ على الإكثارِ منَ الطاعاتِ فيهنَّ ، من صوم ٍ , وصلاةٍ , وصدقةٍ , وقيام ٍ وذِكرٍ .
فقولـُهُ والفجر : قسمٌ أقسمَ اللهُ بهِ وهوَ فجرُ الصُّبح ِ، وليال ٍعشرٍ : هيَ العشرُ الأوائلُ من ذي الحِجَّةِ الخير . وختامُهَا اليومَ . والشفعُ هو يومُ النحرِ , والوَترُ هو يومُ عَرَفة َ. وهذان ِاليومان ِعظيمان ِعندَ اللهِ , وجزاءُ مَن أحسنَ العملَ فيهما أعظم , ومِـن أحبِّ الأعمال ِإلى اللهِ إهراقُ الدم ِ بتقديم ِالأضاحي إلى اللهِ تقرُبَا , من بعدِ صلاةِ العيدِ إلى ثالثِ أيام ِالتشريق ِ, وبالتحديدِ إلى عصرِ اليوم ِالرابع ِمن أيام ِعيد الأضحى المباركِ على المُوسرينَ من أبناءِ المسلمين .
أمَّا فقراؤُهُم فحَفيٌ بهم أن يَدَعُوا الحُزنَ جانباً , وأن يفرحوا لأن الحبيبَ المصطفى صلى اللهُ عليهِ وسلمَ قد ضحى عنهم يومَ أن جيءَ لهُ بكبشين ِأملحين ِأقرنين , فلما أرادَ أن يَذبحَ الأولَ قال : ( اللهمَّ إن هذا عن محمدٍ وآل ِمحمدٍ, ولمَّا أرادَ أن يذبحَ الثانيَ قال : اللهمَّ إن هذا عن فقراءِ أمَّتي ) . هذا هوَ النـَّبيُّ الحليمُ , صاحبُ القلبِ الرحيم ِ, والخـُلـُق ِالكريم ِ, والدين ِالعظيم ِ ,عزيزٌ عليهِ ما عنتم حريصٌ عليكم بالمؤمنينَ رؤوفٌ رحيم .
وعليهِ : فليحرص ِالمسلمُ يومَ العيدِ على شكرِ اللهِ تباركَ وتعالى ، بما أنعمَ عليهِ وتفضَّلَ , وأن يَسألـَهُ العونَ على الطاعاتِ : كالبرِّ وصلةِ الأرحام ِ، وفعل ِالخيراتِ ، وأن يُجَنـِّبَهُ مواطنَ اللهوِ , ومواضعَ اللغوِ ، إنهُ سميعٌ قريبٌ مجيب . فليسَ العيدُ إلاَّ خاتمة َالعشرِ المُباركات .
فإذا كانَ هذا جزاءُ مَن أطاع َ اللهَ فيها والتزمَ شرعَهُ ، وتقرَّبَ إليهِ بصوم ٍأو صلاةٍ أو صدقةٍ تنفـُّلا !! فكيفَ بمن أتى الفريضة َفتلبسَ بالعمل ِمَعَ العاملينَ المخلصينَ الداعينَ لإعزازِ هذا الدين ِ، وإظهارِ حُكمِهِ بالعمل ِ لإقامةِ دولتِهِ ، دولةِ الخلافةِ الراشدةِ التي وَعَدَنا بها اللهُ ورسولـُهُ .
فقد آنَ أوانـُهَا , وحانَ زمانها , وتـَبَدَّى للناظرينَ سُلطانـُهَا ، وما ذلكَ على اللهِ بعزيز.
فحافظوا على نُسُكِكُم , فأكثروا من الطاعاتِ في هذهِ الأيام ِالمعدوداتِ , ولآخرِ الحياةِ , ولا تـُضيِّعُوها بالمنكراتِ , وارتكابِ المحظوراتِ , ولا تجعلوا للشيطان ِعليكم صولاتٍ وجولاتٍ .
واللهَ أسألُ , أن يعيدَ علينا العيدَ وقد عادَ الإسلامُ عوداً محموداً , ليعودَ العدلُُ , ويَنشرَ خليفتكمُ الأمنَ والأمان تحتَ أمِّ الضياء , ليرضى عنكُمُ الباري , ويسعدَ بحكمهِ ساكنُ الأرض ِ وساكنُ السماء .
ويقولونَ متى هو ؟ قل عسى أن يكونَ قريبا .
وتقبلَ اللهُ طاعَتـَكُم , وغفرَ لكُم ذنوبـَكم , وأحسنَ ختامَكُم .

وكلُّ عام ٍوانتم والمسلمونَ بخير
.
--------------------
اللهمَّ أعزَّنا بالإسلام وأعزَّ الإسلامَ بنا وأعزَّ الإسلامَ بقيام ِدولةِ الإسلام وأعزَّ دولة َالإسلام ِبالجهادِ,ليعزَّ بها كلُّ عزيزٍ ويُذلَّ بها كلُّ ذليل,جَعَلنا اللهُ وإيَّاكُم شُهداءَ يومَ قيامِها,وجَعَلنا ممن يستمعونَ القولَ فيتبعونَ أحسنهُ.
اللـهمَّ آمـين,اللـهمَّ آمين,اللهمَّ آمين,ربَّ العالمين .
وآخـر دعـوانا أن ِالحمـدُ للهِ رب العـالمـين والصـلاة ُوالسـلامُ على إمـام المتقينَ وسـيدِ المرسلينَ,المبعوثِ رحمة ًللعالمين. وعلى آلهِ وصحبهِ ومن والاهُ, ومن تبعَ هداهُ,وسلكَ خطاهُ,وسارَ على نهجهِ إلى يوم ِيلقاه