و هذا الفصل يبدو و كأنه يصف حال النبي صلى الله عليه و سلم و أتباعه و من كفر به و عاداه فى الدنيا أو فى يوم القيامة

نبدأ بالعدد 2
أجلسه رب الأرواح على عرش مجده
ففاض عليه روح البر
و أمات قول فمه كل الخطاة
و جميع الأشرار يهلكون أمام وجهه


و إجلاس رب الأرواح للمختار على عرش مجده قد تكون كناية عن أن الله تعالى يعطى لنبيه صلى الله عليه و سلم السلطة و الحكم
فكان للنبي صلى الله عليه و سلم السلطة على جزيرة العرب من أولها لآخرها
أو هو إشارة لجلوس النبي صلى الله عليه و سلم على العرش يوم القيامة و قد تكلمنا عن ذلك فيما قبل

و أما قول فم المختار الذى يميت كل الخطاة فالمقصود به القرآن الكريم و السنة النبوية الشريفة

و هلاك الأشرار أمام وجه المختار كناية عن ظهور النبي صلي الله عليه و سلم عليهم بالسيف و القتال و هلاك الكفار فى حروبهم ضده و هزيمتهم أمامه

و من العدد 3 إلى العدد 6
نقرأ عن الهزائم التى لحقت بالملوك و الأمراء و رؤساء القبائل و سادات العرب و اليهود أمام جيش النبي صلى الله عليه و سلم و صحابته الكرام و التى لحقت بالفرس و الروم و البربر و غيرهم أمام جيوش المسلمين من بعد النبي صلى الله عليه و سلم فى عهد الفتوحات الإسلامية
فهؤلاء الملوك و أسياد الأرض سيحل بهم العذاب بهزيمتهم و زوال ملكهم و نزول الذل و العار بهم
فى نفس الوقت الذى تصير فيه السلطة و القوة و الغلبة و النصر للنبي صلى الله عليه و سلم و المؤمنين

أو قد تشير الأعداد السابقة إلى ما يلحق بأعداء النبي صلى الله عليه و سلم من عذاب يوم القيامة
و نقرأ فى وصف العذاب الذي يحيق بهم يوم القيامة فى العدد 5 :
فيرتج عليهم و يخفضون رءوسهم من العذاب
نعم يرتج عليهم فلا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن سبحانه و تعالى
قال تعالى :
(إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآخِرَةِ ۚ ذَٰلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ وَذَٰلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ (103) وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَّعْدُودٍ (104) يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ (105)) هود

( يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا ) النبأ 38

و فى العدد 7
فمنذ البدء ظل ابن الإنسان مخفيا
احتفظ به العلى داخل قدرته
و لكنه أعلنه للمختارين


أى أنه منذ بدء الخليقة كان أمر البعثة النبوية الشريفة فى علم الله تعالى مخفيا عن الخلق
و لكن الله سبحانه و تعالى أخبر عن نبيه الخاتم صلى الله عليه و سلم الأنبياء السابقين و هم أبلغوا أتباعهم

و فى العدد 8
تزرع أمامه جماعة المختارين و القديسين
و يقف أمامه فى ذلك اليوم كل المختارين


و هنا الحديث عن الصحابة و التفافهم حول النبي صلى الله عليه و سلم أثناء بعثته
أو المراد وقوفنا على حوض النبي صلى الله عليه و سلم يوم القيامة

- أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ صلَّى على قتلى أُحُدٍ بعدَ ثماني سنينَ كالمودِّعِ للأحياءِ والمودِّعِ للأمواتِ ثمَّ قال إنَّى مِن بينِ أيديكم فرَطٌ وأنا عليكم شَهيدٌ وإنَّ موعدَكمُ الحوضُ وإنِّي لأنظرُ إليهِ في مقامي هذا وإنِّي لستُ أخشى عليكم أن تُشرِكوا بعدي ولَكن أخشى عليكمُ الدُّنيا أن تتَنافسوها قال عقبةُ وَكانت آخرُ نظرةٍ نظرتُها إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ
الراوي: عقبة بن عاصم المحدث: أبو نعيم - المصدر: حلية الأولياء - الصفحة أو الرقم: 8/200
خلاصة حكم المحدث: صحيح متفق عليه [أي:بين العلماء] من حديث يزيد بن أبي حبيب



و فى العدد 9
جميع الملوك و المقتدرون و العظماء و أسياد اليابسة
يسقطون أمامه إلى الأرض على وجوههم
يخرون أمامه و يضعون رجاءهم فى ابن الإنسان هذا
يتوسلون إليه و يطلبون الرحمة


و هنا الحديث عن هزيمة الملوك و الأمراء و سادات القبائل أمام النبي صلى الله عليه و سلم و خضوعهم لحكمه صلى الله عليه و سلم بعد انتصاره عليهم و ما يلحق بهم من الذل و العار و زوال الملك بعد هزيمتهم حتى كأنهم من الذل و الخضوع يخرون سجدا للنبي صلى الله عليه و سلم

و هم بعد محاربتهم للنبي صلى الله عليه و سلم و انتصاره عليهم يضعون رجاءهم فى النبي صلى الله عليه و سلم و يطلبون منه العفو

كما حدث فى غزوة حنين حيث جاء وفد هوازن يستعطف النبي صلى الله عليه و سلم ليرد عليهم سبيهم

- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام حين جاءه وفد هوازن مسلمين ، فسألوه أن يرد إليهم أموالهم وسبيهم ، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( معي من ترون ، وأحب الحديث إلي أصدقه ، فاختاروا إحدى الطائفتين : إما السبي ، وإما المال ، وقد كنت استأنيت بكم ) . وكان أنظرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بضع عشرة ليلة حين قفل من الطائف ، فلما تبين لهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غير راد إليهم إلا إحدى الطائفتين ، قالوا : فإنا نختار سبينا ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسلمين ، فأثنى على الله بما هو أهله ، ثم قال : ( أما بعد ، فإن إخوانكم قد جاؤونا تائبين ، وإني قد رأيت أن أرد إليهم سبيهم ، فمن أحب منكم أن يطيب ذلك فليفعل ، ومن أحب منكم أن يكون على حظه حتى نعطيه إياه من أول ما يفيء الله علينا فليفعل ) . فقال الناس : قد طيبنا ذلك يا رسول الله ، فقال رسول الله صلى الله صلى وسلم : ( إنا لا ندري من أذن منكم في ذلك ممن لم يأذن ، فارجعوا حتى يرفع إلينا عرفاؤكم أمركم ) . فرجع الناس ، فكلمهم عرفاؤهم ، ثم رجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه أنهم قد طيبوا وأذنوا . هذا الذي بلغني عن سبي هوازن .
الراوي: مروان و المسور بن مخرمة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4318
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

و كما فعلت ابنة حاتم الطائي مع النبي صلى الله عليه و سلم بعد سبيها

- عن عدِّي بنِ حاتمٍ كان يقول ما رجلٌ من العربِ كان أشدَّ كراهةٍ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حين سمع به مني أما أنا فكنتُ امرءًا شريفًا وكنتُ نصرانيًّا وكنتُ أسيرُ في قومي بالمِرباعِ وكنتُ في نفسي على دِينٍ وكنتُ ملِكًا في قومي لما كان يصنعُ بي فلما سمعتُ برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كرهتُه فقلتُ لغلامٍ كان لي عربيٌّ وكان راعيًا لإبلي لا أبا لك أعددُ لي من إبلي أجمالًا ذللا سمانًا فاحتَبِسْها قريبًا مني فإذا سمعتَ بجيشٍ لمحمدٍ قد وطئَ هذه البلادَ فآذِنِّي ففعل ثم أنه أتاني ذاتِ غداةٍ فقال يا عديُّ ما كنتَ صانعًا إذا غشَيتْك خيلُ محمدٍ فاصنَعْه الآن فإني قد رأيتُ راياتٍ فسألتُ عنها فقالوا هذه جيوشُ محمدٍ قال قلتُ فقرِّبْ إليَّ أجمالي فقرَّبها فاحتملتُ بأهلي وولدي ثم قلتُ أَلحقُ بأهل ديني من النصارى بالشامِ فسلكتُ الحُوشِيَّةَ وخلَّفتُ بنتًا لحاتمٍ في الحاضرِ فلما قدمتُ الشامَ أقمتُ بها فتخالفَتْني خيلُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فتصيَّبتْ ابنةَ حاتمٍ فيمن أصابت فقدِم بها على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في سبايا من طَيِّءٍ وقد بلغ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هربي إلى الشامِ قال فجُعِلَتِ ابنةُ حاتمٍ في حظيرةٍ ببابِ المسجدِ كانت السبايا تُحبَسُ بها فمرَّ بها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقامت إليه وكانت امرأةً جزلةً فقالت يا رسولَ اللهِ هلك الوالدُ وغاب الوافدُ فامنُنْ عليَّ مَنَّ اللهُ عليك قال ومن وافدُك قالت عديُّ بنُ حاتمٍ قال الفارُّ من اللهِ ورسولِه قالت ثم مضى وتركني حتى إذا كان الغدُ مرَّ بي فقلتُ له مثلَ ذلك وقال لي مثلَ ما قال بالأمسِ قالت حتى إذا كان بعد الغدِ مرَّ بي وقد يئِستُ فأشار إليَّ رجلٌ خلفَه أنْ قومي فكَلِّمِيه قالت فقمتُ إليه فقلتُ يا رسولَ اللهِ هلك الوالدُ وغاب الوافدُ فامنُنْ عليَّ منَّ اللهُ عليك فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قد فعلتُ فلا تعْجَلي بخروجٍ حتى تجدي من قومِك من يكون لك ثقةً حتى يُبَلِّغَك إلى بلادكِ ثم آذِنيني فسألتُ عن الرجلِ الذي أشار إلي أن كلِّميه فقيل لي عليُّ بنُ أبي طالبٍ قالت فقمتُ حتى قدِم من بَلى أو قُضاعةَ قالت وإنما أريد أن آتيَ أخي بالشامِ فجئتُ فقلتُ يا رسولَ اللهِ قد قدم رهطٌ من قومي لي فيهم ثقةٌ وبلاغٌ قالت فكساني وحمَلني وأعطاني نفقةً فخرجتُ معهم حتى قدمتُ الشامَ قال عديٌّ فواللهِ إني لقاعدٌ في أهلي فنظرتُ إلى ظعينةٍ تصوب إلى قومِنا قال فقلتُ ابنةُ حاتمٍ قال فإذا هي هي فلما وقفتْ عليَّ استَحَلَّتْ تقولُ القاطعُ الظالمُ احتملتَ بأهلِك وولدِك وتركتَ بقِيَّةَ والدِك عورتِك قال قلتُ أيْ أُخَيَّةَ لا تقولي إلا خيرًا فواللهِ مالي من عذرٍ لقد صنعتُ ما ذكرتِ قال ثم نزلتْ فأقامتْ عندي فقلتُ لها وكانت امرأةً حازمةً ماذا ترين في أمرِ هذا الرجلِ قالت أرى واللهِ أن تلحقَ به سريعًا فإن يكن الرجلُ نبيًّا فللسابقِ إليه فضلُه وإن يكن ملِكًا فلن تزَلْ في عزِّ اليمنِ وأنت أنت قال قلتُ واللهِ إنَ هذا الرأيُ قال فخرجتُ حتى أقدمَ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المدينةَ فدخلتُ عليه وهو في مسجدِه فسلمتُ عليه فقال من الرجلُ فقلتُ عديُّ بنُ حاتمٍ فقام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وانطلق بي إلى بيتِه فواللهِ إنه لعامدٌ بي إليه إذ لقِيَتْه امرأةٌ ضعيفةٌ كبيرةٌ فاستوقَفَتْه فوقف لها طويلًا تُكلِّمه في حاجتِها قال قلتُ في نفسي واللهِ ما هذا بملِكٍ قال ثم مضى بي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتى إذا دخل بيتَه تناول وسادةً من أدَمٍ مَحشُوَّةٍ لِيفًا فقذفها إليَّ فقال اجلِسْ على هذه قال قلتُ بل أنت فاجلسْ عليها قال بل أنت فجلستُ وجلس رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالأرضِ قال قلتُ في نفسي واللهِ ما هذا بأمرِ ملَكٍ ثم قال إيه يا عديُّ بنَ حاتمٍ ألم تكُ رَكوسيًّا قال قلتُ بلى قال أو لم تكن تسيرُ في قومِك بالمِرباعِ قال قلتُ بلى قال فإنَّ ذلك لم يكن يَحِلُّ لك في دِينِك قال قلتُ أجَلْ واللهِ قال وعرفتُ أنه نبيٌّ مرسلٌ يعلم ما يجهلُ ثم قال لعلكَ يا عديُّ إنما يمنعك من دخولِ في هذا الدينِ ما ترى من حاجتِهم فواللهِ ليوشِكنَّ المالُ أن يُفيضَ فيهم حتى لا يوجد من يأخذُه ولعلك إنما يمنعُك من دخولٍ فيه ما ترى من كثرةِ عدوِّهم وقلَّةِ عددِهم فواللهِ ليوشِكَنَّ أن تسمعَ بالمرأةِ تخرجُ من القادسيةِ على بعيرِها حتى تزورَ هذا البيتَ لا تخاف ولعلك إنما يمنعك من دخولٍ فيه أنك ترى أن المُلكَ والسلطانَ في غيرِهم وأَيْمُ اللهِ ليوشِكَنَّ أن تسمعَ بالقصورِ البِيض ِمن أرضِ بابلٍ قد فُتِحَتْ عليهم قال فأسلمتُ قال فكان عديٌّ يقول مضتِ اثنتانِ وبقيتِ الثالثةُ واللهِ لتكوننَّ وقد رأيتُ القصورَ البيضَ من أرضِ بابلٍ قد فُتِحَتْ ورأيتُ المرأةَ تخرج من القادسيَّةِ على بعيرِها لا تخافُ حتى تحجَّ هذا البيتَ وأَيْمُ اللهِ لتكوننَّ الثالثةُ لَيفيضُ المالَ حتى لا يوجدَ من يأخذُه
الراوي: عدي بن حاتم الطائي المحدث: ابن كثير - المصدر: البداية والنهاية - الصفحة أو الرقم: 5/57
خلاصة حكم المحدث: له شواهد من وجوه أخر

أو يكون المراد بتوسلهم إلى النبي صلى الله عليه و سلم و طلبهم الرحمة منه هو طلبهم الشفاعة منه يوم القيامة ليبدأ الحساب حتى يستريحوا من مكانهم و وقوفهم فى الحر و الشمس يوم القيامة

- يجمع الله الناس يوم القيامة فيهتمون لذلك ( وقال ابن عبيد : فيلهمون لذلك ) فيقولون : لو استشفعنا على ربنا حتى يريحنا من مكاننا هذا ! قال فيأتون آدم صلى الله عليه وسلم فيقولون : أنت آدم أبو الخلق . خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه . وأمر الملائكة فسجدوا لك . اشفع لنا عند ربك حتى يريحنا من مكاننا هذا . فيقول : لست هنا كم . فيذكر خطيئته التي أصاب . فيستحي ربه منها . ولكن ائتوا نوحا . أول رسول بعثه الله . قال فيأتون نوحا صلى الله عليه وسلم . فيقول : لست هنا كم . فيذكر خطيئته التي أصاب فيستحي ربه منها . ولكن ائتوا إبراهيم صلى الله عليه وسلم الذي اتخذه الله خليلا . فيأتون إبراهيم صلى الله عليه وسلم فيقول : لست هناكم . ويذكر خطيئته التي أصاب فيستحي ربه منها . ولكن ائتوا موسى صلى الله عليه وسلم . الذي كلمه الله وأعطاه التوراة . قال فيأتون موسى عليه السلام . فيقول : لست هنا كم . ويذكر خطيئته التي أصاب فيستحي ربه منها . ولكن ائتوا عيسى روح الله وكلمته . فيأتون عيسى روح الله وكلمته . فيقول : لست هنا كم . ولكن ائتوا محمدا صلى الله عليه وسلم . عبدا قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر " . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فيأتوني . فأستأذن على ربي فيؤذن لي . فإذا أنا رأيته وقعت ساجدا . فيدعني ما شاء الله . فيقال : يا محمد ! ارفع رأسك . قل تسمع . سل تعطه . اشفع تشفع . فأرفع رأسي . فأحمد ربي بتحميد يعلمنيه ربي . ثم أشفع . فيحد لي حدا فأخرجهم من النار ، وأدخلهم الجنة . ثم أعود فأقع ساجدا . فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقال : ارفع رأسك يا محمد ! قل تسمع . سل تعطه . اشفع تشفع . فأرفع رأسي . فأحمد ربي . بتحميد يعلمنيه . ثم أشفع . فيحد لي حدا فأخرجهم من النار ، وأدخلهم الجنة . ( قال فلا أدري في الثالثة أو في الرابعة قال ) فأقول : يا رب ! ما بقي في النار إلا من حبسه القرآن أي وجب عليه الخلود " ( قال ابن عبيد في روايته : قال قتادة : أي وجب عليه الخلود ) .
الراوي: أنس بن مالك المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 193
خلاصة حكم المحدث: صحيح

- ما يزالُ الرجلُ يسأَلُ الناسَ ، حتى يأتي يومَ القيامةِ ليس في وجهِهِ مُزْعَةُ لحمٍ . وقال : إنَّ الشمسَ تدنو يومَ القيامةِ ، حتى يبلُغَ العَرَقُ نصفَ الأُذُنِ ، فبينا هم كذلكَ استغاثواْ بآدمَ ، ثم بموسى ، ثم بمحمدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ . وزاد عبدُ اللهِ : حدَّثني اللَّيْثُ : حدَّثني ابنُ أبي جعفرٍ : فيشفَعُ ليُقْضَي بينَ الخَلْقِ ، فيمشي حتى يأخُذَ بحَلْقَةِ البابِ ، فيومئِذٍ يبعثُهُ اللهُ مقامًا محمودًا ، يَحْمَدُهُ أهلُ الجَمْعِ كلُّهم . وقال معلى حدثنا وهيب عن النعمان بن راشد عن عبدالله بن مسلم أخي الزهري عن حمزة سمع ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم في المسألة
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1474
خلاصة حكم المحدث: [صحيح] [وقوله: وزاد عبد الله... معلق] [وقوله: وقال معلى ... معلق]

و فى العدد 10
و لكن رب الأرواح نفسه يضربهم بالرعب
فيسرعون بالهرب من حضرته
الخجل على جباههم و الظلمة على وجوههم


و فى هذا إشارة إلى أن النبي صلى الله عليه و سلم نصره الله بإلقاء الرعب فى قلوب أعدائه

- نصرتُ بالرعبِ وأُوتيتُ جوامِعَ الكلمِ.
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 523
خلاصة حكم المحدث: صحيح

- أُعطيتُ خمسًا ، لم يُعطَهنَّ أحدٌ منَ الأنبياءِ قَبلي : نُصِرتُ بالرُّعبِ مَسيرةَ شهرٍ ، وجُعِلَتْ لي الأرضُ مسجدًا وطَهورًا ، وأيُّما رجلٍ من أُمَّتي أدرَكَتْه الصلاةُ فلْيُصلِّ ، وأُحِلَّتْ لي الغَنائمُ ، وكان النبيُّ يُبعَثُ إلى قومِه خاصةً ، وبُعِثتُ إلى الناسِ كافةً ، وأُعطيتُ الشفاعةَ .
الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 438
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

أو إشارة إلى الرعب الذى يصيب الكفار يوم القيامة عندما يعلمون أنهم من أهل النار و العياذ بالله

و فى العدد 11
يمسكهم الملائكة عقابا
لينتقموا بهم من الضربات التى وجهوها لأبنائه و مختاريه


هذا عند موت الكفار أو قتلهم فى حروبهم مع النبي صلى الله عليه و سلم
فتنزل ملائكة العذاب لتقبض أرواحهم

قال تعالى :
( ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شيء ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطو أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون) الأنعام 93

( ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق ( 50 ) ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد ( 51 ) ) الأنفال

أو يكون ذلك يوم القيامة عندما تلقى ملائكة العذاب الكفار فى النار

قال تعالى :
( خذوه فغلوه ( 30 ) ثم الجحيم صلوه ( 31 ) ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه ( 32 ) إنه كان لا يؤمن بالله العظيم ( 33 ) ولا يحض على طعام المسكين ( 34 ) ) الحاقة

و فى العدد 12
و يكونون مشهدا لأبراره و مختاريه
الذين يفرحون حين يرون غضب رب الأرواح يحل بهم
و سيفه يسكر بدمه


أى أن المؤمنون بالله و رسوله صلى الله عليه و سلم يفرحون بنصر الله تعالى عندما ينصرهم على الكفار و يظهرون عليهم و يكثر فيهم القتل بالسيف و تصبح سيوفهم ملطخة بدماء الكفار ... كل هذا بسبب غضب رب العالمين على هؤلاء الكفار الذين يعبدون الأوثان من دون الله

و عبارة ( سيفه يسكر بدمهم ) فيها دلالة على أن هؤلاء المختارين يحاربون الكفار بالسيف و يقتلونهم بالسيف
و هذا دليل قاطع على أن المقصود بتلك النبوءات ليس السيد المسيح عليه السلام الذى لم يكن نبيا مقاتلا

أو يكون ذلك يوم القيامة عندما يري المؤمنون الكافرين الذين كانوا يضطهدونهم فى الدنيا و قد حل بهم عذاب الله و سخطه
و هذا المشهد نجده فى كتاب الله تعالى فى سورة المطففين
قال تعالى :
( إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون ( 29 ) وإذا مروا بهم يتغامزون ( 30 ) وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين ( 31 ) وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون ( 32 ) وما أرسلوا عليهم حافظين ( 33 ) فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون ( 34 ) على الأرائك ينظرون ( 35 ) هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون ( 36 ) ) المطففين


و أما الجمل من 13 إلى 16
فهى تتحدث عن خلاص الأبرار أى نجاة المؤمنين بالنبي صلى الله عليه و سلم بعد موتهم
و لن يروا الخطاة و الأشرار فى الجنة فهؤلاء مكانهم النار
و سيقيم رب الأرواح فيهم فهم سيرزقهم الله تعالى النظر إلى وجهه الكريم
و سيرافقون ابن الإنسان فيأكلون و يشربون و ينامون و يستيقظون معه
أى أنهم يرافقون النبي صلى الله عليه و سلم فى الجنة إلى الأبد

- جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ! إنك لأحب إلي من نفسي ، وإنك لأحب من أهلي ، وإنك لأحب إلي من ولدي ، وإني أكون في البيت فأذكرك فما أصبر حتى آتيك فأنظر إليك ، فإذا ذكرت موتي وموتك عرفت أنك إذا دخلت الجنة رفعت مع النبيين ، وإني وإن أدخلت الجنة خشيت أن لا أراك ، فلم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم شيئا حتى نزل جبريل عليه السلام بهذه الآية : ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا
الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: أبو نعيم - المصدر: حلية الأولياء - الصفحة أو الرقم: 4/267
خلاصة حكم المحدث: غريب من حديث منصور وإبراهيم تفرد به فضيل وعنه العابدي

و هم سيرفعون عن الأرض و يدخلون الجنة
و يرتدون ثياب المجد ... ثياب سندس خضر و إستبرق
قال تعالى :
( عاليهم ثياب سندس خضر وإستبرق وحلوا أساور من فضة وسقاهم ربهم شرابا طهورا ) الإنسان 21

و ثيابهم لا تبلى و مجدهم لا يفنى أمام رب الأرواح فهم خالدون فى الجنة ما دامت السموات و الأرض لا يرون فيها موتا إلا الموتة الأولى