ويتفرع عن ذلك البحث في واجبنا نحن معاشر المسلمين إذ أننا نتحمل جزءا عظيما من مسئولية حمل الدعوة إليهم، وسيسألنا الله تعالى عنهم يوم القيامة، نسأل الله العافية، فلندقق إذن في مفهوم الكفر ما هو لنجلي حقيقته والله المستعان،
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم:

سأسأل السؤال التالي، وهو من المسائل الشائكة، ولكنه يفيدنا لتجلية فهم موضوع حقيقة الكفر ما هي؟

فأقول: الكافر كما بيَّنَّا سابقا، قد يكون كَفَرَ منكرا الحق، أو معاندا، أو جاحدا، أو منافقا،

وفي كل الأحوال رأينا أنه تفاعل مع هذا الحق بشكل ما، فإما أنه لم يقتنع به، أو لم يوله عناية كافية من التفكير والاهتمام،
فلم يقف على وجه الدلالة في الأدلة، ليتبين دلالتها على الحق، فأنكره،
أو أن يكون اقتنع به ولكنه جحد، أو أن يكون استكبر عليه بعد أن عرفه،
أو أن يكون عرفه وأصر على الكفر أو نافق،

في كل الأحوال تجد أن هنالك عنصر المعرفة قد توفر، سواء معرفة إجمالية أم تفصيلية.

يتبع ----