[391 - " هذه يد لا تمسها النار " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 568 ) :

ضعيف .

أخرجه الخطيب ( 7 / 432 ) من طريق محمد بن تميم الفريابي بسنده عن الحسن ، عن
أنس بن مالك قال :
أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك فاستقبله سعد بن معاذ الأنصاري
، فصافحه النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال له : " ما هذا الذي أكنب <1> يداك ؟
" فقال : يا رسول الله أضرب بالمر و المسحاة في نفقة عيالي ، قال : فقبل النبي
صلى الله عليه وسلم يده و قال ... " فذكره .
قال الخطيب : هذا الحديث باطل لأن سعد بن معاذ لم يكن حيا في وقت غزوة تبوك ،
و كان موته بعد غزوة بني قريظة من السهم الذي رمي به ، و محمد بن تميم الفريابي
كذاب يضع الحديث .
قلت : جرى الخطيب على أن سعدا هذا هو ابن معاذ سيد الأوس الصحابي المشهور ،
و خالفه الحافظ ابن حجر فجزم في " الإصابة " بأنه آخر ، ثم ذكر أن الحديث رواه
الخطيب في " المتفق " بإسناد واه ، و أبو موسى في " الذيل " بإسناد مجهول عن
الحسن به ، و الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2 / 251 ) معتمدا على
قول الخطيب السابق ، و تعقبه السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 154 ) بكلام الحافظ
ابن حجر ،
و قد ذكرت خلاصته آنفا ، والله أعلم .
قال الشيخ عبد الحي الكتاني في " التراتيب الإدارية " ( 2 / 42 ـ 43 ) بعد ما
نقل كلام الحافظ :
قلت : في هذه القصة عجيبة ، و هي تقبيل النبي صلى الله عليه وسلم يد صحابي لأجل
ضربه الأرض بالفاس .
قلت : لكن يقال : أثبت العرش ثم انقش ، فإن القصة غير ثابتة كما علمت .

---------------------------------------------

[1] فى الأصل " أكفت " و وضعها بعدها علامة تعجب ، و المثبت من النهاية و لسان
العرب مادة " كنب " و قد أورد صاحب النهاية هذا الحديث ، و المعنى صارت غليظة
من العمل . اهـ .
1
(1/468)
________________________________________

392 - " إن فى الجنة بابا يقال : له الضحى ، فإذا كان يوم القيامة نادى مناد : أين
الذين كانو يديمون على صلاة الضحى ؟ هذا بابكم فادخلوه برحمة الله عز وجل " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 569 ) :

ضعيف جدا .

رواه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 59 / 1 ـ من " زوائد المعجمين " )
و أبو حفص الصيرفي في " حديثه " ( 263 / 1 ) و كذا ابن لال في " حديثه " ( 116
/ 1 ) و نصر المقدسي في " المجلس 121 من الأمالي " ( 2 / 2 ) عن سليمان بن داود
اليمامي ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف ، عن أبي
هريرة مرفوعا ، و قال الطبراني :
لم يروه عن يحيى إلا سليمان .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، و علته اليمامي هذا فإنه متروك و من طريقه رواه
الحاكم في جزء له في صلاة الضحى كما في " زاد المعاد " ( 1 / 129 - 134 ) .
و له علة أخرى و هي عنعنة ابن أبي كثير فإنه كان يدلس .
و الحديث ضعفه المنذري في " الترغيب " ( 1 / 237 ) .
(1/469)
________________________________________

393 - " إن فى الجنة بابا يقال له : الضحى ، فمن صلى صلاة الضحى حنت إليه صلاة الضحى كما يحن الفصيل إلى أمه حتى إنها لتستقبله حتى تدخله الجنة " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 570 ) :

موضوع .

أخرجه الخطيب ( 14 / 306 - 307 ) من طريق يحيى بن شبيب اليماني ، حدثنا حميد
الطويل ، عن أنس بن مالك مرفوعا ، ذكره في ترجمة ابن شبيب و قال :
روى أحاديث باطلة ، ثم ذكر له ثلاثة أحاديث هذا أحدها ، و منها :
(1/470)
________________________________________

394 - " إن فى الجنة بابا يقال له : الضحى لا يدخل منه إلا من حافظ على صلاة الضحى "
.

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 570 ) :

موضوع .

رواه الخطيب بإسناد الحديث الذي قبله ، و أخرجهما ابن عساكر مدموجا بينهما في
حديث واحد عن أنس كما في " الفتاوى " للسيوطي ( 1 / 58 ) و سكت عليه !
و في فضل صلاة الضحى أحاديث صحيحة تغني عن مثل هذه الأحاديث الباطلة .
(1/471)
________________________________________

395 - " إن لله ملائكة موكلين بأبواب الجوامع يوم الجمعة يستغفرون لأصحاب العمائم
البيض " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 570 ) :


موضوع .

أخرجه الخطيب بإسناد الحديثين السابقين ، و قد عرفت أنه من وضع يحيى بن شبيب
اليماني ، و من طريق الخطيب ذكره ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2 / 106 )
و قال : يحيى حدث عن حميد و غيره أحاديث باطلة .
و أيده السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 27 ) فقال :
قلت : قال في " الميزان " : هذا مما وضعه على حميد ، و أقره ابن عراق
( 236 / 2 ) .
قلت : لكن وجدت له طريقا أخرى رواها أبو علي القشيري الحراني في " تاريخ الرقة
" ( ق 38 / 2 ) عن أبي يوسف محمد بن أحمد الصيدلاني ، حدثنا العباس بن كثير
أبو مخلد الرقي ، حدثنا يزيد بن أبي حبيب عن ميمون بن مهران ، عن سالم بن
عبد الله بن عمر ، عن أبيه مرفوعا ، ذكره في ترجمة العباس هذا و لم يذكر فيه
جرحا و لا تعديلا ، و أبو يوسف الصيدلاني لم أجد من ترجمه ، فهو أو شيخه آفة
هذه الطريق ، فإن من فوقهما ثقات ، و لا يصح في العمائم شيء غير أنه صلى الله
عليه وسلم لبسها ، و تقدم بعض أحاديثها برقم ( 127 ـ 129 ) .
(1/472)
________________________________________

396 - " فضل حملة القرآن على الذى لم يحمله كفضل الخالق على المخلوق " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 571 ) :

كذب .

أخرجه الديلمي ( 2 / 178 / 1 ـ 2 ) من طريق محمد بن تميم الفريابي حدثنا
حفص بن عمر حدثنا الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس رفعه ، و ذكره
السيوطي في " الذيل " ( ص 32 ) و قال :
قال الحافظ ابن حجر في " زهر الفردوس " : هذا كذب .
قلت : آفته محمد بن تميم .
قلت : ثم غفل السيوطي عن هذا فأورده في " الجامع الصغير " !
و محمد بن تميم هذا قال الخطيب كما تقدم قريبا رقم ( 391 ) : كذاب يضع الحديث
. و قال الحاكم : هو كذاب خبيث ، و قال أبو نعيم : كذاب وضاع .
(1/473)
________________________________________

397 - " إذا طلع النجم رفعت العاهة عن أهل كل بلد " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 572 ) :

ضعيف .

أخرجه الإمام محمد بن الحسن في " كتاب الآثار " ( ص 159 ) : أخبرنا أبو حنيفة
قال : حدثنا عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة مرفوعا ، و من طريق أبي حنيفة
أخرجه الثقفي في " الفوائد " ( 3 / 12 / 1 ) و كذا الطبراني في " المعجم الصغير
" ( ص 20 ) و في " الأوسط " ( 1 / 140 / 2 ) و عنه أبو نعيم في " أخبار أصبهان
" ( 1 / 121 ) و قال : و النجم : هو الثريا .
و هذا إسناد رجاله ثقات إلا أن أبا حنيفة رحمه الله على جلالته في الفقه قد
ضعفه من جهة حفظه البخاري ، و مسلم ، و النسائي ، و ابن عدي ، و غيرهم من أئمة
الحديث ، و لذلك لم يزد الحافظ ابن حجر في " التقريب " على قوله في ترجمته :
فقيه مشهور ! ، نعم قد تابعه عسل بن سفيان عن عطاء لكنه ضعيف أيضا و خالفه في
لفظه فقال : إذا طلع النجم ذا صباح ، رفعت العاهة ، أخرجه أحمد ( 2 / 341 و 388
) و الطحاوي في " المشكل " ( 3 / 92 ) و الطبراني في " الأوسط " أيضا ، و
العقيلي في " الضعفاء " ( 347 ) و قال : عسل بن سفيان في حديثه وهم ، قال
البخاري : فيه نظر .
و لا يخفى وجه الاختلاف بين اللفظين ، فالأول أطلق الطلوع و قيد الرفع بـ عن كل
بلد ، و هذا عكسه فإنه قيد الطلوع بـ ذا صباح ، و أطلق الرفع فلم يقيده بالقيد
المذكور ، و هذا الاختلاف مع ضعف المختلفين يمنع من تقوية الحديث كما لا يخفى
على الماهر بهذا العلم الشريف .
(1/474)
________________________________________

398 - " لا تسبوا قريشا ، فإن عالمها يملأ طباق الأرض علما ، اللهم إنك أذقت أولها
عذابا أو وبالا ، فأذق آخرها نوالا " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 573 ) :

ضعيف جدا .

أخرجه الطيالسي في " مسنده " ( 2 / 199 من " منحة المعبود " ) : حدثنا جعفر بن
سليمان عن النضر بن حميد الكندي أو العبدي عن الجارود عن أبي الأحوص عن
عبد الله بن مسعود مرفوعا ، و من طريق الطيالسي أخرجه أبو نعيم في
" الحلية " ( 6 / 295 ، 9 / 65 ) و عنه الخطيب في " تاريخه " ( 2 / 60 - 61 )
و ابن عساكر ( 14 / 409 / 2 ) و الحافظ العراقي في " محجة القرب إلى محبة العرب
" ( 184 ) .
قلت : و هذا سند ضعيف جدا ، النضر بن حميد ، قال ابن أبي حاتم في " الجرح و
التعديل " ( 4 / 477 / 1 ) : سألت أبي عنه عنه ؟ فقال : متروك الحديث و لم
يحدثني بحديثه ، و قال البخاري : منكر الحديث ، و الجارود لم أعرفه ، و في
" كشف الخفاء " ( 2 / 53 ) تبعا لأصله " المقاصد " ( 281 / 675 ) إنه مجهول ، و
أما قوله : و الراوي عنه مختلف فيه ، فوهم لأنه متروك بلا خلاف ، فالحديث بهذا
الإسناد ضعيف جدا .
ثم وجدت الحديث في جزء من " الفوائد المنتقاة " لأبي القاسم السمرقندي ( 111 /
1 ) رواه من طريق أخرى عن جعفر بن سليمان قال : أنبأ النضر بن حميد الكندي أبو
الجارود عن أبي الأحوص ..... به .
فهذا يؤديه ما صوبناه في اسم والد النضر أنه ( حميد ) ، و يرجح ما في " اللسان
" من أن ( أبو الجارود ) كنية النضر هذا ، ليس هو شيخه في الحديث . و الله
أعلم .
ثم رأيته في " مسند الهيثم بن كليب " ( 80 / 2 ) من طريق فهد بن عوف : أخبرنا
جعفر بن سليمان : حدثني النضر بن حميد الكندي : حدثني الجارود عن أبي الأحوص به
.
فهذا يوافق رواية الطيالسي .
لكن فهد هذا لا يحتج به ، قال ابن المديني :
" كذاب " .
و تركه مسلم و الفلاس .
و لكنه عند العقيلي ( 435 ) من طريق خالد بن أبي زيد القرني - و هو صدوق ، و هو
المزرفي : حدثنا جعفر بن سليمان عن النضر قال : حدثني أبو الجارود به .
قلت : فهذا علة أخرى في الحديث ، و هي الاضطراب في سنده ، و اسم راويه ، و
تصويب بعضهم أنه أبو الجارود زياد بن المنذر ، لمجرد أن المزي ذكر النضر بن
حميد في الرواة عنه لا يكفي ، لأنه قائم على بعض هذه الروايات المتقدمة
المختلفة ، فإن ثبت أنه هو ، ازداد الحديث وهنا على وهن ، لأنه متهم بالكذب و
الوضع .
و روي الشطر الأول من الحديث عن عطاء مرسلا بلفظ :
" أكرموا قريشا ، فإن ....... " .
و سيأتي إن شاء الله تعالى .
لكن قوله : اللهم إنك أذقت ...، حسن ، فقد أخرجه الترمذي ( 4 / 371 ) و أحمد
( رقم 2170 ) و العقيلي ( 195 ) و محمد بن عاصم الثقفي في " حديثه " ( 2 / 2 )
و الضياء في " المختارة " ( 229 / 1 ) و كذا المخلص في " الفوائد المنتقاة "
( 8 / 6 / 1 ) من طريق الأعمش عن طارق بن عبد الرحمن ، عن سعيد بن جبير ، عن
ابن عباس مرفوعا به ، و قال الترمذي : حديث حسن صحيح .
قلت : و رجاله عند أحمد ثقات رجال الشيخين ، و في طارق كلام لا يضر .
بل هو صحيح فقد وجدت له شاهدا آخر من حديث ابن عمر أخرجه القضاعي ( 120 / 2 )
من طريق أبي سعيد بن الأعرابي قال : أنبأنا محمد بن غالب قال أخبرنا مسلم بن
إبراهيم قال أخبرنا شعبة عن عمرو بن دينار عن عبيد بن عمير عنه مرفوعا به .
قلت : هذا سند صحيح رجاله كلهم ثقات معروفون غير محمد بن غالب و هو تمتام حافظ
مكثر وثقه الدارقطني .
(1/475)
________________________________________

399 - " اللهم اهد قريشا فإن علم العالم منهم يسع طباق الأرض ، اللهم أذقت أولها
نكالا ، فأذق آخرها نوالا " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 576 ) :

ضعيف جدا .

أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 8 / 2 ) و أبو نعيم ( 9 / 65 ) من طريق إسماعيل
ابن مسلم ، عن عطاء ، عن ابن عباس مرفوعا ، و الخطيب ( 2 / 60 - 61 )
و عنه العراقي في " محجة القرب " من طريق ابن عياش ، عن عبد العزيز بن
عبيد الله عن وهب بن كيسان ، عن أبي هريرة مرفوعا .
و هذان إسنادان ضعيفان جدا : إسماعيل بن مسلم و عبد العزيز بن عبيد الله الحمصي
متروكان ، و الحديث عزاه في " الكشف " ( 2 / 53 ) للترمذي و أحمد عن ابن عباس ،
و هو وهم ، فإنما أخرجا عنه الشطر الثاني منه كما سبق في الحديث الذي قبله .
(1/476)
________________________________________

400 - " لمبارزة علي بن أبى طالب لعمرو بن عبد ود يوم الخندق أفضل من أعمال أمتي إلى يوم القيامة " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 576 ) :

كذب .

أخرجه الحاكم في " المستدرك " ( 3 / 32 ) من طريق أحمد بن عيسى الخشاب بـ
" تنيس " حدثنا عمرو بن أبي سلمة : حدثنا سفيان الثوري عن بهز بن حكيم ، عن
أبيه عن جده مرفوعا سكت عنه الحاكم و قال الذهبي في " تلخيصه " :
قبح الله رافضيا افتراه .
قلت : و علته الخشاب هذا فإنه كذاب كما قال ابن طاهر و غيره و لعله سرقه من
كذاب مثله ، فقد أخرجه الخطيب ( 13 / 19 ) من طريق إسحاق بن بشر القرشي عن بهز
به و إسحاق هذا هو الكاهلي الكوفي و هو كذاب أيضا و قد سبقت له أحاديث موضوعة ،
فانظر مثلا الحديث ( 309 و 311 و 329 و 351 ) من هذا الجزء .
قلت : و قصة مبارزة علي رضي الله عنه لعمرو بن ود و قتله إياه مشهورة في كتب
السيرة و إن كنت لا أعرف لها طريقا مسندا صحيحا و إنما هي من المراسيل
و المعاضيل فانظر إن شئت " سيرة ابن هشام " ( 3 /240 - 234 ) و " دلائل النبوة
" للبيهقي ( 3 / 435 - 439 ) و " سيرة ابن كثير " ( 3 / 203 - 205 ) .
(1/477)