291 - " من قرأ سورة الواقعة و تعلمها لم يكتب من الغافلين ، و لم يفتقر هو و أهل
بيته " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 459 ) :

موضوع .

أورده السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( 277 ) من رواية أبي الشيخ بسنده
عن عبد القدوس بن حبيب عن الحسن عن أنس رفعه .
و قال السيوطي : عبد القدوس بن حبيب متروك .
قلت : و قال عبد الرزاق : ما رأيت ابن المبارك يفصح بقوله : كذاب إلا
لعبد القدوس و قد صرح ابن حبان بأنه كان يضع الحديث .
(1/368)
________________________________________

292 - " أما ظلمة الليل و ضوء النهار فإن الشمس إذا سقطت تحت الأرض فأظلم الليل لذلك و إذا أضاء الصبح ابتدرها سبعون ألف ملك و هي تقاعس كراهية أن تعبد من دون الله حتى تطلع فتضيء فيطول النهار بطول مكثها فيسخن الماء لذلك ، و إذا كان الصيف قل مكثها فبرد الماء لذلك ، و أما الجراد فإنه نثرة حوت في البحر يقال له :
الإيوان ، و فيه يهلك ، و أما منشأ السحاب فإنه ينشأ من قبل الخافقين ، و من
بين الخافقين تلجمه الصبا و الجنوب و يستدبره الشمال و الدبور ، و أما الرعد
فإنه ملك بيده مخراق يدني القاصية ، و يؤخر الدانية ، فإذا رفع برقت ، و إذا
زجر رعدت ، و إذا ضرب صعقت ، و أما ما للرجل من الولد و ما للمرأة فإن للرجل
العظام و العروق و العصب ، و للمرأة اللحم و الدم و الشعر ، و أما البلد الأمين
فمكة " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 459 ) :

باطل .

أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 2 / 188 / 2 / 7891 ) من طريق محمد بن
عبد الرحمن السلمي أخبرنا أبو عمران الحراني يوسف بن يعقوب أخبرنا ابن جريج عن
عطاء عن جابر بن عبد الله أن خزيمة بن ثابت و ليس بالأنصاري قال :
يا رسول الله أخبرني عن ضوء النهار و ظلمة الليل و عن حر الماء في الشتاء و عن
برده في الصيف ، و عن البلد الأمين ، و عن منشأ السحاب ، و عن مخرج الجراد ،
و عن الرعد و البرق و عما للرجل من الولد و ما للمرأة فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : فذكره .
و قال الطبراني : لم يروه عن ابن جريج إلا أبو عمران الحراني ، تفرد به محمد بن
عبد الرحمن السلمي .
قلت : هو مجهول كشيخه ، و قال الهيثمي : رواه الطبراني في " الأوسط " ، و فيه
يوسف بن يعقوب أبو عمران ذكر الذهبي هذا الحديث في ترجمته و لم ينقل تضعيفه عن
أحد .
قلت : روايته مثل هذا الحديث كافية في تضعيفه فقد قال الذهبي في ترجمته : إنه
خبر باطل ، و الراوي عنه مجهول و اسمه محمد عبد الرحمن السلمي ، و أقره الحافظ
في " اللسان " .
(1/369)
________________________________________

293 - " وكل بالشمس تسعة أملاك يرمونها بالثلج كل يوم ، لولا ذلك ما أتت على شيء إلا أحرقته " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 461 ) :

موضوع .

رواه ابن عدي ( 230 / 2 ) و عنه ابن الجوزي في " الواهيات " ( 1 / 34 ) و
الطبراني في " الكبير " ( 8 / 197 / 7705 ) و أبو حفص الكناني في " الأمالي "
( 1 / 9 / 2 ) و الحافظ أبو محمد السراج القاريء في " الفوائد المنتخبة " ( 1 /
125 / 1 ) و أبو عمرو السمرقندي في " الفوائد المنتقاة " ( 71 / 1 ) و الخطيب
في " الموضح " ( 2 / 79 ، 165 ، 166 / 1 ) ، عن عفير بن معدان عن سليمان بن
عامر الخبائري عن أبي أمامة مرفوعا ، و قال القاري و ابن عدي و تبعه ابن
الجوزي : حديث غريب لا أعلم رواه غير عفير بن معدان .
قلت : و هو ضعيف جدا كما قال الهيثمي ( 8 / 131 ) بعد أن عزا هذا الحديث لرواية
الطبراني ، و كذلك عزاه السيوطي في " الجامع " و قال المناوي بعد أن حكى عن
الهيثمي تضعيف عفير المذكور : و تعصيب الجناية برأس عفير وحده يوهم أنه ليس فيه
من يحمل عليه سواه و الأمر بخلافه ، ففيه مسلمة بن علي الخشني قال في
" الميزان " : واه ، تركوه ، و استنكروا حديثه ، ثم ساق له أخبارا هذا منها ،
و قال ابن الجوزي : لا يرويه غير مسلمة ، و قد قال يحيى : ليس بشيء ،
و النسائي : متروك .
قلت : لكن بعض طرقه سالم من مسلمة ، فالتعصيب في محله .
و هذا الحديث مع ضعفه الشديد إسنادا فإني لا أشك أنه موضوع متنا ، إذ ليس عليه
لوائح كلام النبوة و الرسالة ، بل هو أشبه بالإسرائيليات .
و يؤيد وضعه مخالفته لما ثبت في علم الفلك أن السبب في عدم حرق الشمس لما على
وجه الأرض إنما هو بعدها عن الأرض بمسافات كبيرة جدا يقدرونها بمئة و خمسين
مليون كيلو متر تقريبا كما في كتاب " علم الفلك " للأستاذ طالب الصابوني الذي
يدرس في الصف الحادي عشر .
ثم رأيت الحديث رواه أبو العباس الأصم في " حديثه " ( 3 / 145 / 1 ) ( رقم 77
من نسختي ) موقوفا على أبي أمامة فقال : حدثنا أبو عتبة حدثنا بقية حدثنا
أبو عائذ المؤذن حدثني سليم بن عامر عن أبي أمامة قال : فذكره موقوفا عليه ،
و إسناده ضعيف ، و الوقف هو الأشبه ، والله أعلم .
(1/370)
________________________________________

294 - " الأرض على الماء ، و الماء على صخرة ، و الصخرة على ظهر حوت يلتقي حرفاه بالعرش ، و الحوت على كاهل ملك قدماه في الهواء " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 462 ) :

موضوع .

ذكره الهيثمي ( 8 / 131 ) من حديث ابن عمر مرفوعا ثم قال : رواه البزار عن
شيخه عبد الله بن أحمد يعني ابن شبيب و هو ضعيف .
قلت : لم أره في " الميزان " و لا في " اللسان " و لا في غيرهما من كتب الرجال
فلعله تحرف اسمه على الطابع ، و الظاهر أنه من الإسرائيليات كالذي قبله .
ثم رأيت الحديث رواه ابن عدي ( 175 / 1 ) من طريق محمد بن حرب عن سعيد بن سنان
عن أبي الزاهرية عن أبي شجرة - كثير بن مرة - عن ابن عمر مرفوعا ، و قال :
سعيد بن سنان الحمصي عامة ما يرويه و خاصة عن أبي الزاهرية غير محفوظة .
قلت : و هو ضعيف جدا بل قال فيه الجوزجاني : أخاف أن تكون أحاديثه موضوعة .
و ساق له الذهبي في " الميزان " أحاديث هذا منها .
ثم رأيت له طريقا أخرى ، أخرجها ابن منده في " التوحيد " ( 27 / 2 ) عن
عبد الله بن سليمان الطويل عن دراج عن عيسى بن هلال الصدفي عن عبد الله بن عمر
مرفوعا ، و قال : هذا إسناد متصل مشهور .
قلت : لكن دراجا ذو مناكير ، و قد سبق له بعض مناكيره ، و عبد الله بن سليمان
الطويل سيء الحفظ فلعله أخطأ هو أو شيخه في سنده فرفعه و هو موقوف ، و مما يؤيد
أن الصواب وقفه أن ابن منده رواه ( 5 / 1 - 2 ، 28 / 2 ) عن ابن عباس موقوفا
عليه دون ذكر الملك و سنده صحيح ، فهذا يؤيد أن الحديث من الإسرائيليات .
ثم وقفت على إسناد البزار بواسطة " كشف الأستار " ( 2 / 449 / 2066 ) للهيثمي
قال البزار : حدثنا عبد الله بن أحمد يعني ابن شبيب حدثنا أبو اليمان حدثنا
سعيد بن سنان به مثل رواية ابن عدي المتقدمة ، و قال البزار : علته سعيد بن
سنان .
قلت : فتكشفت لي الحقائق التالية :
الأولى : أن الهيثمي غفل عن العلة القادحة في هذا الإسناد ، مع تصريح البزار
بها و هي سعيد بن سنان لأنه متهم كما تقدم .
الثانية : أنه تحرف على الهيثمي في الكتابين " المجمع " و " الكشف " اسم جد
عبد الله بن أحمد فقال : ابن شبيب ، و إنما هو ابن شبويه كذلك وقع في كثير من
الأحاديث التي رواها البزار من طريقه و هاك أرقام بعضها من المجلد الأول من
" الكشف " ( 29 و 53 و 508 و 537 و 621 و 762 و 782 و 859 و 892 و 948 و 1049 )
و الرقم الأول فيها بهذا السند عينه ، و إعلال البزار إياه بسعيد نفسه .
الثالثة : لا يوجد في الرواة عبد الله بن أحمد بن شبيب ، كما سبقت الإشارة إلى
ذلك ، و إنما فيهم عبد الله بن شبيب أبو سعيد الربعي فتوهم الهيثمي أنه هو
فضعفه و هو حري بذلك و هو من شيوخ البزار أيضا في عدة أحاديث أخرى كالأحاديث
( 173 و 247 و 417 ) و لو فرض أنه هو صاحب هذا الحديث لم يجز إعلاله به لأنه
متابع عند ابن عدي كما تقدم ، و أما ابن شبويه فهو في " ثقات ابن حبان " ( 8 /
366 ) و قال : مستقيم الحديث .
(1/371)
________________________________________

295 - " من قرأ قل هو الله أحد مئتي مرة غفرت له ذنوب مئتي سنة " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 464 ) :

منكر .

رواه ابن الضريس في " فضائل القرآن " ( 3 / 113 / 1 ) و الخطيب ( 6 / 187 )
و ابن بشران ( ج 12 ق 62 وجه 1 ) و البيهقي في " الشعب " ( 1 / 2 / 35 / 1 ـ 2
) من طريق الحسن بن أبي جعفر الجعفري حدثنا ثابت البناني عن أنس بن مالك
مرفوعا .
و هذا سند ضعيف جدا الحسن بن جعفر الجعفري قال الذهبي : ضعفه أحمد و النسائي ،
و قال البخاري و الفلاس : منكر الحديث ، و من بلاياه هذا الحديث .
قلت : إلا أنه لم يتفرد به فقال السيوطي في " اللآليء " ( 1 / 239 ) : أخرجه
ابن الضريس في " فضائل القرآن " و البيهقي في " شعب الإيمان " من طريق الحسن بن
أبي جعفر به ، و أخرجه البزار من طريق الأغلب بن تميم عن ثابت عن أنس ، و قال :
لا نعلم رواه عن ثابت إلا الحسن بن أبي جعفر و الأغلب و هما متقاربان في سوء
الحفظ ، و أخرجه ابن الضريس و البيهقي من طريق صالح المري عن ثابت عن أنس .
قلت : و صالح هذا هو ابن بشير الزاهد ، قال البخاري و الفلاس أيضا : منكر
الحديث .
و الخلاصة أن هذه الطرق الثلاث شديدة الضعف فلا ينجبر بها ضعف الحديث ، على أن
معناه مستنكر عندي جدا لما فيه من المبالغة ، و إن كان فضل الله تعالى لا حد له
والله أعلم .
تنبيه : لم أر الحديث في " كشف الأستار " ، و لا في " مجمع الزوائد " ، والله
أعلم .
(1/372)
________________________________________

296 - " إن الله ليس بتارك أحدا من المسلمين صبيحة أول يوم من شهر رمضان إلا غفر له "
.

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 465 ) :

موضوع .

رواه الخطيب ( 5 / 91 ) و عنه ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2 / 190 ) من طريق
سلام الطويل عن زياد بن ميمون عن أنس مرفوعا .
و هذا إسناد موضوع سلام الطويل اتهمه غير واحد بالكذب و الوضع ، و شيخه زياد بن
ميمون وضاع باعترافه .
و من هذا الوجه أورده ، و قال ابن الجوزي ما ملخصه : لا يصح ، سلام متروك ،
و زياد كذاب .
و تعقبه السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 101 ) بقوله :
قلت : له طريق آخر ، ثم ساق الحديث الآتي و هو موضوع أيضا فلم يصنع شيئا ! و هو
على الراجح نفس الطريق الأولى ، كما سترى .
(1/373)
________________________________________

297 - " إن الله ليس بتارك أحدا من المسلمين يوم الجمعة إلا غفر له " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 466 ) :

موضوع .

رواه الطبراني في " الأوسط " ( 48 ـ 49 من زوائده ) و ابن الأعرابي في
" معجمه " ( 147 ) و ابن بشران في " الأمالي " ( 24 / 290 ) عن المفضل بن فضالة
عن أبي عروة البصري عن زياد أبي عمار - و قال ابن الأعرابي : زياد بن ميمون -
عن أنس بن مالك مرفوعا و قال الطبراني : لا يروى إلا بهذا الإسناد ،
و أبو عروة عندي معمر ، و أبو عمار : زياد النميري ، كذا قال ، و فيه نظر في
موضعين :
الأول : زياد النميري هو ابن عبد الله البصري ، لم أجد من كناه أبا عمار ،
بخلاف زياد بن ميمون فقد كنوه بأبي عمار ، و قال ابن معين في النميري : ضعيف ،
و قال في موضوع آخر : ليس به بأس قيل له : هو زياد أبو عمار ؟ قال : لا ، حديث
أبي عمار ليس بشيء .
فقد فرق هذا الإمام بين زياد بن عبد الله النميري و بين زياد أبي عمار ، فضعف
الأول تضعيفا يسيرا ، و ضعف أبا عمار جدا ، فثبت أنه غير النميري ، و إنما هو
ابن ميمون كما صرحت بذلك رواية ابن الأعرابي و هو وضاع باعترافه كما سبق مرارا
قال الذهبي : زياد بن ميمون الثقفي الفاكهي عن أنس ، و يقال له زياد أبو عمار
البصري ، و زياد بن أبي حسان ، يدلسونه لئلا يعرف في الحال ، قال ابن معين :
ليس يسوى قليلا و لا كثيرا ، و قال يزيد بن هارون : كان كذابا ، ثم ساق له
أحاديث مناكير ، هذا أحدها .
و الثاني : قوله : إن أبا عروة البصري ، هو معمر يعني ابن راشد الثقة شيخ
عبد الرزاق ، فإن هذا و إن كان يكنى أبا عروة فإني لم أجد ما يؤيد أنه هو في
هذا السند ، و صنيع الحافظين الذهبي و العسقلاني يشير إلى أنه ليس به فقالا في
" الميزان " و " اللسان " : أبو عروة عن زياد بن فلان مجهول ، و كذلك شيخه .
قلت : شيخه هو زياد بن ميمون الكذاب كما سبق آنفا فلعل أبا عروة كان يدلسه
فيقول : زياد بن فلان ، كما قال في هذا الحديث : زياد أبي عمار لكي لا يعرف ،
فإذا صح هذا فهو كاف عندنا في تجريح أبي عروة هذا ، والله أعلم .
ثم وجدت ما يؤيد أن الحديث حديث زياد بن ميمون ، فقد أخرجه الواحدي في
" تفسيره " ( 4 / 145 / 1 ) عن عثمان بن مطر عن سلام بن سليم عن زياد بن ميمون
عن أنس ، لكن سلام هذا و هو المدائني كذاب أيضا و عثمان بن مطر ضعيف ، لكن رواه
ابن عساكر ( 11 / 50 / 2 ) من طريق عثمان بن سعيد الصيداوي ، أخبرنا سليم بن
صالح عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن أبي عمار به .
و أخرجه الديلمي ( 4 / 189 ) من طريق محمد بن الفضل بن عطية عن سلام بن سلم عن
زياد الواسطي عن أنس .
قلت : و ابن الفضل هذا متروك و سلام بن سلم هو ابن سليم نفسه و زياد الواسقي هو
ابن ميمون ذاته و قد أورده بحشل في " تاريخ واسط " ( 58 ـ 59 ) .
و بالجملة فإن مدار الحديث على أبي عمار و هو زياد بن ميمون و هو كذاب .
(1/374)
________________________________________

298 - " سبحان الله ماذا تستقبلون ، و ماذا يستقبل بكم ؟ قالها ثلاثا ، فقال عمر :
يا رسول الله وحي نزل أو عدو حضر ؟ قال : لا ، و لكن الله يغفر فى أول ليلة من
رمضان لكل أهل هذه القبلة ، قال : و في ناحية القوم رجل يهز رأسه يقول : بخ بخ
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : كأنك ضاق صدرك مما سمعت ؟ قال : لا والله
يا رسول الله و لكن ذكرت المنافقين ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن
المنافق كافر ، و ليس لكافر في ذا شيء " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 468 ) :

منكر .

رواه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 97 / 1 من زوائده ) و أبو طاهر الأنباري في
" مشيخته " ( 147 / 1 - 2 ) و ابن فنجويه في " مجلس من الأمالي في فضل رمضان "
( 3 / 2 - 4 / 1 ) و الواحدي في " الوسيط " ( 1 / 64 / 1 ) و الدولابي في
" الكنى " ( 1 / 107 ) عن عمرو بن حمزة القيسي أبي أسيد حدثنا أبو الربيع خلف
عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما حضر شهر رمضان قال : فذكره
و قال الطبراني : لا يروى عن أنس إلا بهذا الإسناد تفرد به عمرو .
و من هذا الوجه رواه البيهقي في " شعب الإيمان " كما في " اللآليء المصنوعة "
( 2 / 101 ) للسيوطي ، أورده شاهدا للحديث الذي قبله و سكت عليه ! و ليس بشيء ،
فإن عمرو بن حمزة هذا ضعفه الدارقطني و غيره ، و قال البخاري و العقيلي :
لا يتابع على حديثه ، ثم ساق له العقيلي حديثين هذا أحدهما ثم قال : لا يتابع
عليهما ، و خلف أبو الربيع مجهول ، و هو غير خلف بن مهران و قد فرق بينهما
البخاري و كذا ابن أبي حاتم ، فقد ترجم لابن مهران أولا ، و وثقه ، ثم ترجم
لأبي الربيع و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا ، ثم رأيت ابن خزيمة قد أشار
لتضعيف هذا الحديث ، فقد ذكره المنذري في " الترغيب " ( 2 / 63 ) ثم قال :
رواه ابن خزيمة في " صحيحه " و البيهقي ، و قال ابن خزيمة : إن صح الخبر فإني
لا أعرف خلفا أبا الربيع بعدالة و لا جرح و لا عمرو بن حمزة القيسي الذي دونه .
قال المنذري : قد ذكرهما ابن أبي حاتم و لم يذكر فيهما جارحا .
قلت : فكان ماذا ؟ ! فإنه لم يذكر فيه توثيقا أيضا ، فمثل هذا أقرب إلى أن يكون
مجهولا عند ابن أبي حاتم من أن يكون ثقة عنده و إلا لما جاز له أن يسكت عنه
و يؤيد هذا قوله في مقدمة الجزء الأول ( ق 1 ص 38 ) : على أنا ذكرنا أسامي
كثيرة مهملة من الجرح و التعديل كتبناها ليشتمل الكتاب على كل من روى عنه العلم
رجاء وجود الجرح و التعديل فيهم ، فنحن ملحقوها بهم من بعد إن شاء الله ، فهذا
نص منه على أنه لا يهمل الجرح و التعديل إلا لعدم علمه بذلك ، فلا يجوز أن يتخذ
سكوته عن الرجل توثيقا منه له كما يفعل ذلك بعض أفاضل عصرنا من المحدثين ،
و جملة القول : أن هذا الحديث عندي منكر لتفرد هذين المجهولين به .
(1/375)
________________________________________

299 - " إذا كان أول ليلة من شهر رمضان نظر الله عز وجل إلى خلقه ، و إذا نظر الله عز وجل إلى عبده لم يعذبه أبدا ، و لله عز وجل فى كل ليلة ألف ألف عتيق من النار "
.

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 470 ) :

موضوع .

رواه ابن فنجويه في " مجلس من الأمالي في فضل رمضان " و هو آخر حديث فيه ،
و أبو القاسم الأصبهاني في " الترغيب " ( ق 180 / 1 ) عن حماد بن مدرك
{ الفسنجاني } حدثنا عثمان بن عبد الله أنبأنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن
أبي هريرة مرفوعا ، و من هذا الوجه رواه الضياء المقدسي في " المختارة "
( 10 / 100 / 1 ) و له عنده تتمة ثم قال : عثمان بن عبد الله الشامي متهم في
روايته .
و كذلك أورده ابن الجوزي بتمامه في " الموضوعات " ( 2 / 190 ) ، ثم قال ما
ملخصه : موضوع ، فيه مجاهيل ، و المتهم به عثمان ، يضع .
و أقره السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 100 - 101 ) .
و الحديث أورده المنذري في " الترغيب " ( 2 / 68 / 69 ) من رواية الأصبهاني فقط
مصدرا بقوله : و روى ... مشيرا بذلك إلى أنه ضعيف أو موضوع ، فكتبت هذا
التحقيق لرفع الاحتمال الأول و تعيين أن الحديث موضوع لكي لا يغتر من لا علم
عنده بإشارة المنذري المحتملة فيروي الحديث عملا بما زعموه أنه من قواعد الحديث
و هو أن الحديث الضعيف يعمل به في فضائل الأعمال ! فينسب بسبب ذلك إلى النبي
صلى الله عليه وسلم ما لم يقل ! .
(1/376)
________________________________________

300 - " من قرأ قل هو الله أحد مئتي مرة كتب الله له ألفا و خمس مئة حسنة ، إلا أن
يكون عليه دين " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 471 ) :

موضوع .

أخرجه ابن عدي ( 1 / 848 ـ 849 ) ، و عنه البيهقي في " الشعب " ( 1 / 2 / 35 /
2 ) و الخطيب ( 6 / 204 ) من طريق أبي الربيع الزهراني حدثنا حاتم بن ميمون عن
ثابت عن أنس مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا حاتم هذا قال ابن حبان في " الضعفاء " ( 1 / 270 )
: منكر الحديث على قلته ، يروي عن ثابت ما لا يشبه حديثه ، لا يجوز الاحتجاج به
بحال ، و هو الذي يروي عن ثابت عن أنس رفعه : " من قرأ *( قل هو الله أحد )* ..
" الحديث .
و قال البخاري : روى منكرا ، كانوا يتقون مثل هؤلاء المشايخ .
و الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2 / 244 ) من طريق الخطيب ثم
قال : موضوع ، حاتم لا يحتج به بحال .
فتعقبه السيوطي في " اللآليء " ( 1 / 238 ) بأن الترمذي و محمد بن نصر أخرجاه
من طريقه بلفظ آخر ، و هذا تعقب لا طائل تحته كما هو بين ، و اللفظ المشار إليه
هو : " من قرأ كل يوم مئتي مرة *( قل هو الله أحد )* محي عنه ذنوب خمسين سنة
إلا أن يكون عليه دين " .
أخرجه الترمذي ( 4 / 50 ) و ابن نصر في " قيام الليل " ( ص 66 ) من طريق محمد
ابن مرزوق حدثني حاتم بن ميمون عن ثابت عن أنس مرفوعا ، و قال الترمذي : هذا
حديث غريب أي ضعيف و لذا قال ابن كثير في " تفسيره " ( 4 / 568 ) : إسناده ضعيف
.
قلت : حاتم لا يحل الاحتجاج به بحال كما قال ابن حبان ، و أورد ابن الجوزي
حديثه هذا في " الموضوعات " باللفظ الذي قبله و الطريق واحدة .
و رواه الدارمي ( 2 / 461 ) من طريق محمد الوطاء عن أم كثير الأنصارية عن أنس
مرفوعا بلفظ : " ... خمسين مرة غفر له ذنوب خمسين سنة " .
قلت : و أم كثير هذه لم أعرفها و كذا الراوي عنها محمد الوطاء ، و في
" التفسير " ، محمد العطار من رواية أبي يعلى ، و قال ابن كثير : إسناده ضعيف .
و قد روى من طرق أخرى عن ثابت به بلفظ : " غفرت له ذنوب مئتي سنة " .
و هو منكر كما تقدم قريبا رقم ( 295 ) .
(1/377)