أنقل لكم بعض الفتاوى المهمة فى التعامل مع السبابين من اليهود والنصارى :

ما حكم رد سباب اليهود والنصارى الذين يتطاولون على الله والرسول والإسلام ؟؟؟

أولا : ينبغي أن يُعلم أن المسلم ليس باللعان ولا بالطعان ولا بالفاحش ولا بالبذىء,
وأن من لعنه الله ورسوله فهو ملعون بلعنتهما وقد بلغ في البعد مبلغه لا يزيده لعنك طردا ,
وأن السب مما ينفر الجاهل والعاقل من الداعي ومما قد يحمله على سب دينك ورسولك فتكون أنت السبب في وقوع هذا المنكر العظيم وعليك وزره
(ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم)
ونحن أمة دعوة ولسنا أمة سباب وشتام .

ثانيا : يجب على الداعي تحمل أذية المدعو فلربما كان ذلك سببا في إسلامه فقد جاء يهودي إلى عالم مسلم وقال اليهودي للعالم أيهما أطهر لحيتك أم ذنب كلبي هذا ؟؟؟
( كما ترون السؤال استفزازي )
فقال العالم في حكمة ورباطة جأش :
إن كنتُ في الجنة فلحيتي أطهر من ذنب كلبك
وإن كنتُ في النار فذنب كلبك أطهر من لحيتي ,
فقال اليهودي : والله إنها لأخلاق الأنبياء
أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله !!!!

ثالثا : ليس المطلوب من الداعي إلى الله البعد عن كل ما ينفر المدعو من الأقوال والأفعال فقط بل عليه أن يعامل المدعو بما يكون سببا في استجابته للدعوة
فلما كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو القبائل إلى الإسلام جاء إلى قبيلة يسمى أهلها ( بنو عبد الله ) فقال مستميلا قلوبهم : ( يا بني عبد الله لقد أحسن الله إسمكم)
فمدحهم بالحق فسروا بذلك مع أنه ما كذب
صلوات ربي وسلامه عليه


2- ما حكم سب دين اليهود والنصارى ؟؟؟

إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرىء ما نوى
فإن كان القصد بدين النصارى واليهود : الدين الذي جاء به عيسى عليه السلام وموسى عليه السلام فإن ذلك لا يجوز إطلاقا، بل هو كفر.
ولا يجوز سب أي دين من الأديان التي جاء بها الأنبياء السابقون، فالدين الذي جاء به الأنبياء جميعا واحد، والمسلمون يؤمنون بجميع الأنبياء؛
قال تعالى: (آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ )
وسب أي دين من أديان هؤلاء أو شتمه أو الإستهزاء به يعتبر كفرا،
قال تعالى: (قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ )
وقال تعالى: (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ )
أما إن كان القصد بالدين ما أحدثه النصارى واليهود من التحريف والتبديل والشرك والخزعبلات فى التوراة والإنجيل فهذا لا مانع من سبه ووصف أصحابه بالشرك والكفر.
فقد قال الله عز وجل: (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ )
فسب الكفار وذمهم وذم آلهتهم وعيب دينهم جائز ،
ولكن ذلك إذا كان يؤدي إلى مفسدة كالرد بسب الله أو القرآن أو الإسلام أو نبيه فإنه لا يجوز سدا للذريعة،
فقد نهى الله عز وجل عن سب أصنام المشركين حتى لا يؤدي ذلك إلى سب الله عز وجل،
فقال تعالى: (وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ)

3 - هل يجوز سب الكفرة واغتيابهم والدعاء عليهم أو الإستهزاء بيسوعهم ؟؟؟

إذا كان قصد السائل بكلمة "يسوع" المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام، فلا تجوز غيبة نبي أو سبه أو الدعاء عليه، بل ذلك عين الكفر
فقد نقل القاضي عياض الإجماع على أن من أضاف إلى النبي صلى الله عليه وسلم الكذب فيما بلغه أو أخبر به، أو سبه أو استخف به أو بأحد من الأنبياء أو أزرى عليهم أو آذاهم بغيبة أو زور أو بهتان، فهو كافر.
وإن كان المقصود بذلك المسيحيين النصارى ويسوعهم الوهمى الذى يدعون أنه ابن الله وأنه صلب فحكمهم حكم بقية الكفار المتطاولين على الله ورسوله فيجوز غيبتهم وسبهم،
فلعن اليهود والنصارى والملاحدة ومن يتطاول على شرع الله ، ولعن من يستحق اللعن هو من القُرُبات ومن إظهار الدين ..
وقد عقد البخاري رحمه الله باب : ما يجوز من اغتياب أهل الريب والفساد ،
وأورد تحته حديث عائشة رضي الله عنها قالت : إستأذن رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ائذنوا له، بئس أخو العشيرة - أو ابن العشيرة - فلما دخل ألان له الكلام، قلت : يا رسول الله قلت الذي قلت ثم ألنت له الكلام، قال : أي عائشة، إن شر الناس من تركه الناس - أو ودعه الناس - اتقاء فحشه.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (سيكون في آخر أمتي رجالٌ يركبون على السروج كأشباه الرجال ينزلون على أبواب المساجد نساؤهم كاسيات عاريات على رؤوسهن كأسنمة البخت العجاف اِلْعَنُوهنّ فإنهن ملعونات) رواه الإمامُ احمد وغيره ، وهو حديث صحيح
فإذا كان اللعن في حق المسلم العاصى جائز، فهو في حق الكافر أولى.
وقد ثبت الدعاء عليهم في الصحيحين عن أنس رضي الله عنه، في دعائه عليه الصلاة والسلام على رعل وذكوان عندما قتلوا القراء.
وقد كان عمر رضي الله عنه يدعو بهذا الدعاء : اللهم العن كفرة أهل الكتاب ؛ الذين يصدون عن سبيلك ، ويكذبون رسلك ، ويقاتلون أوليائك . اللهم خالف بين كلمتهم ، وزلزل أقدامهم ، وأنزل بهم بأسك الذي لا ترده عن القوم المجرمين . رواه البيهقي وغيره
وعليه،
فسب الكفار وآلهتهم جائز في الأصل،
لكن إذا خيف أن يترتب على ذلك ضرر أكبر كسب الله تعالى أو رسوله صلى الله عليه وسلم أودين الإسلام، فلا يتعرض إلى ما يؤدي إلى ذلك.
قال القرطبي : لأنه بمنزلة الحث على المعصية فجاء النهي سداً للذريعة،
قال تعالى :(وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْم)