15 - مسيحية بولس

عباد الصليب


تعريفها:

أنزل الله سبحانه وتعالى الأنجيل على المسيح عيسى عليه السلام ولكن ذالك الأنجيل لا وجود له حاليا فى أية لغة من اللغات ولا بأى شكل من الأشكال الموجود حاليا هو ما يسمى العهد الجديد وهو يتكون من أربعة اناجيل : متى ومرقس ولوقا ويوحنا كما يحتوى على رسائل لتلاميذ المسيح عليه السلام وتلاميذ تلاميذ بالأضافة الى اعمال الرسل هناك أربعة عشرة رسالة لبولس وثمانية رسائل لتلاميذ المسيح او تلاميذ تلاميذه.

ولقد كتبت الأناجيل بين سنة 60 م -98 م على الأرجح اى بعد رفع السيد المسيح بفترة تتراوح بين ثلاثين وخمس وخمسين سنة كما أن أصول الأناجيل الأربعة مفقودة لا يوجد أى انجيل بخط كاتبه الأصلى كما ان انجيل متى الذى كتب بالأرامية أساسا لا توجد أية نسخة منه بتلك اللغة أذ توجد فقط الترجمة اليونانية لمترجم مجهول ومن أصل مفقود !!

ولم تكن الأناجيل فى البداية أربعة فقط بل زادت على المائة ولكن معظمها قد حظر تداوله من قبل الكنيسة وأحرق لانه يخالف ما تريده الكنيسة والأناجيل الأربعة لم تفضل عن سواها من قبل الكنيسة لأنها الأكثر موثوقية بل لانها الأكثر تماشيا مع متطلبات الكنيسة ولم ترضى الكنيسة عن كاتبى الأناجيل لأنهم الحواريون الملتصقون بعيسى عليه السلام حيث ان متى ويوحنا فقط من الحواريين ولوقا ليس تلميذ ا لعيسى عليه السلام بل هو تلميذ تلميذه ولوقا هو تلميذ لبولس الذى هو تلميذ لبرنابا الذى هو تلميذ لعيسى عليه السلام ومرقس ايضا ليس تلميذا لعيسى عليه السلام بل تلميذ الحوارى بطرس ويوحنا كاتب الأنجيل يجزم المحققون أنه ليس يوحناالحوارى بل أسم أراد به كاتبه الحصول على ثقة لانجيله وهكذا فأن انجيلا واحدا من الأربعة هو كتابة حوارى والثلاث الباقية كتابة تلاميذ التلاميذ أو تلاميذ تلاميذ التلاميذ أو رجل مجهول.

وعندما جاء عيسى عليه السلام لم يكن يقصد تقديم ديانة جديدة تسمى المسيحية لم يقدم دين جديد بل جاء عليه السلام لتعزيز شريعة سيدنا موسى عليه السلام وحث الناس على المحبة والزهد والتسامح وفعل الخير فى وقت كثرت بينهم الماديات كما انه جاء ليبشر ويؤكد التبشير بقدوم الرسول محمد صلوات ربى عليه وسلامه وهذا هو معنى كلمة الأنجيل اى (البشارة).

كما ان عيسى عليه السلام ارسل لبنى اسرائيل فقط كما تدل الأناجيل وكما قال هو نفسه انه جاء فقط لخراف بنى اسرائيل الضالة وانه ما جاء ليدعوا ابرارا بل ليدعو العصاة والخطاة الى التوبة والرجوع الى الله عز وجل .

ولكن تعاليم سيدنا عيسى عليه السلام لم تبقى كما هى حرفت وبدلت ولم يبقى الأنجيل الذى انزل على المسيح عليه السلام فقد حدثت احداث كثيرة غيرت تعاليم المسيح عيسى بن مريم نذكر أهمها :

1- ضاع انجيل عيسى وهو ا الذى أنزله الله عز وجل على نبييه عيسى عليه السلام

2- ظهرت عشرات الأناجيل المتعارضة وكل كاتب انجيل يصر على ان روايته هى الصحيحة.

3- ضاعت مخطوطات الأناجيل الأصلية.

4 -ظهرت أناجيل مترجمة من أصول مفقودة كما حدث فى حالة انجيل متى الذى كتبه بالأرامية ثم فقد الأصل الأرامى وظهرت الترجمة اليونانية .

5- انعقدت مجامع كنسية أعطت لنفسها حق ألغاء شريعة موسى عليه السلام والغاء ما أقره عيسى عليه السلام وكانت هذه هى الضربة القاضية على تعاليم السيد المسيح.

6- حظرت الكنيسة تداول أناجيل لا ترضى عنها وبذلك أختفت حقائق كثيرة.

7- انعقد مجمع أورشليم سنة 55م بحضور بطرس كبير الحواريين فألغى الختان وقصر المحرمات على الدم والمنخنقة وما ذبح للاوثان والزنى.

8- منعت الكنيسة تداول انجيل برنابا(من تلاميد عيسى عليه السلام )لانه يقرر أن عيسى بشر وأنه لم يصلب وأن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم هو المنتظر.

9- جاء اناس مثل بولس أعطوا لنفسهم أهميه فوق اهمية عيسى عليه السلام وادعوا انهم رسل من عند الله ويتكلمون بالروح القدس وأباحوا لانفسهم حق نقض تعاليم موسى عليه السلام وعيسى على السواءولقد رحبت الكنيسة بهم وتبنت قراراتهم وصار قول بولس مقدما على قول السيد المسيح أذا حدث تعارض . ويجب ان نعرف ان رسائل بولس لم يكن معترف بها قبل سنة 364م ولكن فى تلك السنة أقرتها الكنيسة وصارت جزءا من الكتاب المقدس لديهم.

10- لم تكن النصرانية دين ثابت التعاليم بل كانت تتغير حسب القرارات الكنسية والبابوية وعلى سبيل المثال الزواج والطلاق والرهبنة ما هو مباح اليوم قد يصبح محرما غدا وما هو محرم اليوم قد يصبح مباح غدا وهكذا.

11- تعتقد الكنيسة ان كل ما فى العهد الجديد وحى من الله رغم وجود مئات الأخطاء ووجود الأف حالات التناقض داخله.

12- ترى الكنيسة وليس عيسى عليه السلام ان العهد الجديد ألغى القديم أى ان أناجيل وأسفار النصرانية تلغى التوراة واسفار اليهود وهذا مخالف لقول المسيح نفسه (ما جئت لانقض بل لاكمل).

13- جاء مجمع نيقية سنة 325م وبحث المجتمعون طبيعة الله برئاسة المبراطور قسطنطين ولقد صوت معظم الأعضاء الى جانب ان عيسى رسول الله فقط فغضب الأمبراطور قسطنطين وحل المجمع وقتل معارضيه وعقد مجمعا اخر من مؤيديه وتم بالتصويت (بعد الأرهاب )الأتفاق على ان عيسى اله وان الله ثلاثة فى واحد (مبدأ التثليث ) صار عيسى الها عندهم بالتصويت وبقرار امبراطورى!!

14- بعد قرار نيقية(325م) بدأ حظر تداول الأناجيل التى تخالف قرارات المجمع او اتلافها أو حرقها .

16- وفى سنة 381م عقد مجمع أخر هو مجمع القسطنطينية برئاسة الأمبراطور تاوديوس لبحث طبيعة الروح القدس . وبالتصويت قررت الأكثرية أن الروح القدس اله أيضا حتى يكمل ثالوث التثليث.

قال السيد المسيح فى الكتاب المقدس:

((احترزوا من الأنبيـاء الكذبـة الذين يأتونكم بثياب الحملان ولكنهم من داخل ذئاب خاطفة من ثمارهم تعرفونهم . هل يجتنون من الشوك عنبا أو من الحسك تينا هكذا كل شجرة جيدة تصنع أثمارا جيدة . وأما الشجرة الردية فتصنع أثمارا رديّة ))

( إنجيل متى : {7} : 15 – 16 )


ولكن هل أحترزوا فعلا من الأنبياء الكاذبة وهل عرفوهم من ثمارهم؟ فلنرى ماذا حدث فى السطور القادمة وكيف تحولت وتبدلت تعاليم السيد المسيح الى مسيحية بولس


يتبع بأذن الله