والحب في الإسلام له منزلة عظيمة ومكانة سامية و درجة سامقه فالحب يأتي بعد الأيمان وهو ركن ركين من التوحيد ,وهل الدين الا الحب في الله والبغض في الله؟
اذا كان لله تعالى كان توحيدا,وما كان لغير الله - بمنزلة ودرجة ما هو لله- كان شركا, كما قال تعالى:(وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ ) البقرة:165 ,,, فهو قضية ايمان وكفر ,فضية توحيد وشرك.
ولذلك يجب ان يقدم حب الله تعالى على ما سواه,ولا يشاركه فيه غيره ولا يدانيه سواه.
ثم يأتي حب النبي بعد ذلك ومن الجهل أو الشرك ان يحب أناس النبي محمداكحبهم لله أو أشد ,,كما يبدو ذلك من كثير من المتصوفة والجهلة بحكم العاطفة او غيرها لا بحكم الدين,بل حب الله تعالى اولا,ثم حب رسوله ثم حب بقية الأنبياء والرسل( لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ ) البقرة:136,, ثم حب الصحابة رضوان الله عليهم بداء بالخلفاء الراشدين ثم بقية العشرة المبشرين بالجنة( طلحة والزبير وسعد وسعيد وعبدالرحمن بن عوف وأبو عبيده بن الجراح رضي الله عليهم رضوان الله عليهم, ثم بقية آل البيت ثم السابقين الأولين من المهاجرين والآنصار على رأسهم أهل بدر ثم عامة الصحابة رضي الله عنهم ثم من تبعهم بإحسان وسائر العلماء والصالحين.
ثم نحن نحب اخواننا في الله و نحب والدينا واولادنا وازواجنا وعشيرتنا واموالنا وأوطاننا ونحو ذلك , فهذه درجات الحب ومنازله لا يجوز تغييرهل بتقديم او تأخير وفعل ذلك يؤدي الى فساد كبير ,, فكيف يقدم حب الزوجة على حب الله ورسوله وحب الجهاد في سبيله, فهذا فساد في الدين.وفسق لا يرضي رب العالمين.(قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ) التوبة:24
فالحب في الاسلام له قواعد وضوابط وملخصه ومعناه هو الاتباع وطاعة الله ونبيه باتباع القران والسنة .
وحب الأولياء والصالحين باتباع المنهج المبين والسير على درب اليقين , فنقلد الأولياء ونتبعهم في علمهم وعملهم وانا بعد مماتهم فلا نبخل عليهم بدعائنا لهم والترحم عليهم ولا نقع في الشركيات ونزعم ان هذا هو الحب.