سلسلة علم المخطوطات يثبت تحريف الكتاب



أشعياء زبدة الأسفار بين الحديد و النار
ج1











هذة مقدمة مختصرة و نؤجل المقدمة الأساسية لهذا الطرح لبعد إكتمال نشره فى أجزاء




أشعياء سفر النبؤات السفر الإنجيلى سفر قرأ منه يسوع فى الهيكل أشعياء زبدة أسفار كتاب أهل الكتاب هل يصمد إذا وضعناه بين نار و حديد المخطوطات ؟ دعونا نختبر ذلك .

و لكن و قبل أن نبدأ فى الإختبار نحب أن ننوه عن بعض الاشياء و هى :


* موضوع هل العصمة فى الكتاب هى عصمة للحرف أو للموضوع سوف نخصص له بحث خاص قريبا إن شاء الله لأنه أصبح موضوع الساعة ليس لأنه جديد بل لأن خجل إثارته أصبح من الماضى حيث بدئت الدفاعات تنصب فى مراكز خلفية و توصف بالصحوة العلمية الكنسية و هى فى الحقيقة كما نراها هى خارج الكنيسة و خارج أسوارها العالية و لولا فضاءات الانترنت لما تنفست ما تتنفسه و للأسف أيضا مصير من يتبناها كعادة من يتبنى شىء علمى فى الكنيسة دائما و منهم أساتذة اللاهوت و ليس طلبته . هم إلى الحرمان أقرب منهم إلى التقريب و إن كان التقريب دائما هو البداية .


* قد يعتقد البعض أيضا و عادة صغار السن منهم أى من لا يملك خبرة سنوات تؤهله لقراءة ما بين السطور و رؤية ما قد يخفى على بعضهم أننا عندما نعرض صور المخطوطات و الاختلافات بينها نجهل ما يعلمه بعضهم عن النقد النصى هذة الآداة السحرية لإستخراج الحق من الباطل و ما هو أكثر آصالة من الآخر الأقل آصالة ! و لكن إذا تابع من يعتقد ذلك جيدا سيجد أننا نمشى فى طريق هو عبارة عن سلم صخرى يصعد إلى أعلى أساسه هو الرهان على تغيير الأذن و تصحيح المنهج فى دعوة ربت أكثر ما ربت فى جو أبعد عن الجو العلمى و عن جو مجالس العلم و أقرب إلى التقليد منه إلى التناول و التأمل و التحقيق فكان لزاما علينا أن نعود القارىء ثم الباحث على إستخدام صور المخطوطات و التعود عليها و من ثم تزليل كل العقبات التى تعوق إستخدامها و تناول النصوص منها من تعليم للغة ما أو التعود على قراءة هذة اللغة من داخل المخطوطة و إستخدام لغات قد تبدوا صعبة التناول فيما يسمى بالتحليل اللغوى و تبسيط ما قد يبدوا معقدا مما يغير الأذن بداية و من ثم يغير طريقة العرض و كل هذا خطوات تأهيلية لكى لا يكونوا مجرد ناقلين لا يستطيعوا تناول ما ينقلون أو قارئين لا يستطيعوا إختبار ما يقرئون و ساعتها يكون للنقد النصى معنى و قيمة بعد تصحيح المصطلحات و تقييم المفاهيم و تقليل المسلمات. و قد كان أفضل لنا على المستوى الشخصى لو لم ننشر الروابط و لو إحتفظنا بما يعده البعض أسرارا و لكن منهجنا هو إتاحة وسائل العلم حتى و إن إستخدمه بعضهم لأغراضه فى خداع البسطاء لأنها دعوة لله لا تعتمد علينا و لا على غيرنا و لكن الله سبحانه هو من سييسر لهذة الدعوة الأسباب و منها دعاة باحثين عن الحق بموضوعية و منهجية مقتنعين و معتقدين بما يتبنوه من عقائد و من ثم قادرين على إقناع كل باحث عن الحق بها و ليس بالضرورة إقناع كل شخص و الأصل هو عرض الحجة المقنعة و يا حبذا البالغة الإقناع و من ثم يترك كل إنسان يختار ما يريد لأنه هو المحاسب و ما الداعية إلا مبلغ على درب الأنبياء صلوات الله و تسليماته عليهم بكل ما آتاه الله من علم و حجج و بلاغة و فصاحة و فضل من الله تاركا النتيجة لرب العالمين مصححا النية له سبحانه أنه يدعوا لا رياء و لا سمعة و لا طلبا لوجه الناس و لكن أملا فى النجاة و فى فضل الله و كرمه و منه و رحمته سبحانه و تعالى .


* أما عن ما دعينا إليه مؤخرا من قبل البعض ( و هم صغار السن و هذا لا يعيبهم ) إلى مناظرات حول البحوث التى نشرناها فى المنتديات و ذلك بعد أن وزعوا إعلان لن نذكر صيغته و لكن سنتسائل هل أصبح الأدب مع الناس معضلة للنصارى ؟ هل يعتقد صغار السن بما علمه إياهم كبارهم أنه من الممكن أن تهين الإنسان ثم تدعوه و بمنتهى البساطة لحوار أم من باب أولى تدعوه للحوار بأدب ثم تثبت أنه مدلس و من ثم تصفه بالتدليس و بالطبع الإتهام بالتدليس من حق الآخر و لكن الذى ليس من حقه هو أن يتهم قبل أن يعرض دليل التدليس أو عندما لا يملك الدليل أصلا .



و عموما ردنا هو


دعونا نسمع ردودكم أولا و إثباتكم لتدليسنا و من ثم نرى هل من الأفضل أن نرد بشىء مكتوب أم نرد بحوار و ذلك سيعتمد على فحوى الرد و طريقته إن شاء الله و نأمل أن يحاول من يعلن أنه يريد الحوار أن يكون على مستوى الحوار علميا و أدبيا و أخلاقيا و الحوار بالتى هى أحسن هو ما نصبوا إليه و ما نحارب من أجله منذ زمن و هو دعوتنا إن شاء الله . وعادة سيكون حوارنا مع أكثر النصارى أدبا و خبرة إن شاء الله حفاظا على ما بدئناه من أسلوب أقرب للحوار الهادف منه لمجرد الحوار و حتى يكون حوار لإظهار الحق و ليس حوار الأحداث . و نرجوا من الله أن يرزقنا السداد و أن يرزقنا ما يفتح به قلوب من علم سبحانه منهم الصلاح فهداهم بقدره قبل أن يهديهم بأسبابه و نسئل الله العظيم رب العرش العظيم أن يستعملنا و لا يستبدلنا و أن يجعلنا سببا لمن أهتدى إنه ولى ذلك و القادر عليه .


و الآن نعود إلى زبدة الأسفار و إلى وضعه عندما يكون بين حديد و نار المخطوطات و منهجنا سيكون رصد كل تغيير و إختلاف بغض النظر إذا كان يغير فى المعنى أم لا و هنا نرى من الأهمية بمكان أن نسوق هذا الإقتباس من كلام القمص عبد المسيح بسيط فى رده على إتهام القديس يوستينوس لليهود بالتحريف قبل إغلاق منتداه لنرى مدى أهمية الحرف و تغييره عند اليهود و بالتالى عند ما تبنى كتب اليهود أو على الأقل تبنى قدسية نصها :








1- أن اليهود هم أكثر من تمسك بكل حرف في كتاباتهم ولم يجرؤ أحد منهم على تغيير أو تبدل حرف واحد من أسفار العهد القديم على الإطلاق!!


حيث يقول المؤرخ اليهود المعاصر لتلاميذ الرب يسوع المسيح في كتابه (ضد إبيون1 :8): "ويوجد برهان عملي على كيفية معاملتنا لهذه الكتب، فبرغم المدة الطويلة التي انقضت حتى الآن لم يجرؤ أحد أن يضيف إليها أو أن يحذف شيئاً منها أو يغير أي شئ منها. بل أنه طبيعي لكل اليهود من يوم الميلاد مباشرة يعتبرون هذه الكتب هي تعاليم الله ويثابرون فيها وإذا دعت الضرورة يموتون سعداْ لأجلها ".


وعمليا فقد اثبت علماء النقد النصي ودراسة المخطوطات على صحة كلامه، فقد قام العلماء بعمل مقارنة بين لفه لسفر إشعياء ترجع لسنة 916م ولفة أخرى لسفر إشعياء (إشعياء A) من مخطوطات قمران وترجع لسنة 125 ق م، بفارق زمني قدره حوالي 1050 سنة، وكانت النتيجة مذهلة، فقد تبين لهم حقيقة حفظ الله لكلمته والدقة المتناهية والتي وصلت بها إلينا، وكانت النتيجة كالآتي؛ فقد وجدوا في 166 كلمة من ص53 تساؤل حول 17 حرفاً، عشرة منها في حروف الهجاء وأربعة في طريقة الكتابة، دون أي تأثير على المعنى، وثلاثة حروف فيكلمة " نور " الموجودة في آية 11 والتي وجدت في الترجمة اليونانية السبعينية. ثم وجدت مخطوطة أخرى لسفر إشعياء (إشعياء B) تتفق بصورة أدق وأروع مع المخطوطة الماسورية (أي النص العبري).


ويقول عالم النقد النصي ودارس المخطوطات الشهير: فف. بروس: أن هناك مخطوطة أخرى غير كاملة لسفر إشعياء وُجدت مع المخطوطة الأولى،وأطلق عليها " إشعياء B" تمييزاً لها عن الأولى، وهي تتفق بصورة رائعة مع النص الماسوري العبري الذي بين أيدينا بنسبة تزيد على 95% منه. أما الخمسة بالمائة الباقية فهي اختلافات ناتجة عن زلات النسْخ أو اختلافات في أشكال الكلمات
" ( Archer, Survey of the Old Testament Introduction 19. )

ويقول ميللر باروز: " من الأمور العجيبة أنه على مدى ما يقرب من ألف عام لم يطرأ على النص تغيير يذكر. وكما أشرت في بحثي الأول عن هذه المخطوطة فإن أهميتها الرئيسية تكمن في إثباتها لصحة التقليد الماسوري " (Burrows, TDSS, 304.& Josh McDOWELL the NEDV).



و هذا ليس رأى القمص عبد المسيح بسيط فقط بل دعونا ننقل رأى العالم F F Bruce من كتابه the Books and the Parchments صفحة 117 :


" كان الـمـاسوريون على درجة عالية من العلم، وتعاملوا مع النص بأقصى درجات الاحترام والتبجيل ووضعوا نظاماً معقداً لحفظه من زلات الكتبة. فعلى سبيل الـمثال قاموا بإحصاء عدد المرات التي ورد فيها كل حرف من حروف الهجاء في كل سفر، وحددوا الحرف الأوسط في الأسفار الخمسة الأولى والحرف الأوسط في الكتاب المقدس العبري كله. كما قاموا بحسابات أخرى أكثر دقة وتفصيلاً من هذه. ويقول ويلر روبنسون إنهم أحصوا كل ما هو قابل للإحصاء. ولقد ألَّفوا عبارات قصيرة تيسر لهم تذكر الإحصاءات المختلفة "



و بعد أن رأينا مدى تبنى المتخصصين لحرفية كتب اليهود على الأقل و ناهيك عن ما يسقطه بعض صغار السن من عدم عصمة للحرف على الكتاب كله و ليس العهد الجديد فقط و هذا ما سنتناوله فى بحث منفصل إن شاء الله شارحين ذلك لاحقا وتاركين للقارىء و الباحث تحديد مدى أهمية الإختلاف بين المخطوطات الذى نعرضه فى هذا البحث فى إثبات تحريف الكتاب و هو أقرب للمادة الخام للبحوث منه للبحث بمعنى أن التحليل الذى نعرضه لسفر أشعياء من خلال إختلافات المخطوطات يمكن الإستفاده منه فى عدة بحوث عن هذا السفر و ما هذا البحث إلا خطوة من خطوات كسر الحواجز التى تعوق دخول مخطوطات كتاب أهل الكتاب بعهديه و لغاته المختلفة .



و ستكون المقارنة بين مخطوطة قمران و مخطوطة الأليبو و هى المتوفر لنا صورها راصدين التغيير أيضا مع نص مخطوطة ليننجراد والتى يشار إلى نصها هنا بالرمز (WLC) و بحثنا سينشر فى أجزاء كثيرة نظرا لتناوله كل سفر أشعياء من العدد الأول من الإصحاح الأول و حتى العدد اربعة و عشرين من الاصحاح ستة و ستون .