الدين الحق في اتباع تعاليمه صلاح البشرية

يا من تريد معرفة الدين الحق و تبحث عنه لابد أن يكون في اتباع تعاليم الدين الحق صلاح البشرية دينا ودنيا لأن الله هو الذي يعلم عواقب الأمور و حقائق الأشياء و ما هو كائن و ما سيكون و يعلم ما فيه السعادة للناس و ما فيه الشر لهم و يعلم ما يضر الناس و يعلم ما ينفعهم أما الدين البشري فالإنسان يرى بهواه النافع ضارا والضار نافعا متأثر بشهواته وتطلعه للنفع العاجل اليسير دون التفات إلى الضرر الآجل الجسيم ، و العقول البشرية متفاوتة فقد يكون الحسن عند أحدهم قبيح عند الآخر ، و أهواء الناس تختلف ورغبات الناس تتنوع ، ولذلك وضع الله للناس دينا و لم يكلهم لنفوسهم وعقولهم ، و رسم لهم طريقاً يسيرون عليه في حياتهم لنفعهم في دينهم ودنياهم و هو ما أرسل به رسله وأنزل به كتبه فإذا قام الناس باتباع الرسل وعملوا بكتب الله صلحوا دينا ودنيا وإذا كانوا بخلاف ذلك فسدوا دينا ودنيا ، ولو اتبع الحق أهواء الناس لفسدت الأرض و قد ظهر الفساد في البر والبحر بسبب الناس ، وصدق الله القائل في القرآن :﴿ وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُم بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَن ذِكْرِهِم مُّعْرِضُونَ [1] أي : ولو شرع الله لهم ما يوافق أهواءهم لفسدت السموات والأرض ومَن فيهن، بل أتيناهم بما فيه عزهم وشرفهم، وهو القرآن، فهم عنه معرضون[2].








[1] - المؤمنون الآية 71
[2]- التفسير الميسر