hossam magdy كتب في : Jun 16 2005, 10:20 AM
بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين و الصلاه و السلام سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم تسليما كثيرا ..

أما بعد ..

السلام عليكم و رحمه الله و بركاتة ..

فإنني أهدي هذا العرض - الذي وفقني الله سبحانه و تعالى فيه - لكل من يبحث عن الحق بشكل صادق ..


إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ


كثيرا ما يتسائل النصارى و غيرهم عن النبوءات في القرآن الكريم .. و هي كثيرة .. إلا أن هناك نبوءة معينة أرتبطت بواقع تاريخي حام حولها الكثير من التساؤلات و الشبهات من أعداء الحق ..


يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ


فلنبدأ معا بإستعراض تلك الشبهات و الردود عليها بإذن الله سبحانه و تعالى .. و بيان أن النبوءة التي في صدر السورة الكريمة لهي آيه دامغة على نبوة المصطفى صلى الله عليه و سلم .. لا يجادل فيها إلا مماحك .. !

و لكن قبل أن نستعرضها ..

نُعرّف القارئ ما هي تلك النبوءة ..

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ... بسم الله الرحمن الرحيم ....


غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * ِفي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ *


من بين النبوءات التي قالها القرآن الكريم انتصار الروم على الفرس ..

وقد حدث أن نزلت تلك الآية عندما جائت الأخبار بانتصار الفرس على الروم ... و فى هذا الوقت فرح المشركون بذلك و قالوا لمحمد صلى الله علية و سلم ... أنتم أهل كتاب كما تزعمون و الروم أيضا أهل كتاب .. فلو حاربتمونا لهزمناكم كما هزمت الفرس ( التى هي من أهل الشرك و الوثنية ) الروم ( الذين هم أهل الكتاب ) ..

فنزلت تلك الآيات الكريمات التي ينبئ فيها الله سبحانه و تعالى محمدا صلى الله عليه و سلم و سائر المسلمين و الكفار على حد سواء بأن الروم سوف يَغلِبون الفرس في بضع سنين أي في خلال تسع سنوات ..

و قد حدث ذلك بالفعل .. كما سوف نثبت في عرضنا هذا بإذن الله تعالى بالمراجع الأجنبية لا الإسلاميه ..

و لنبدأ الآن بإذن الله سبحانه و تعالى .. و سوف نرد على الشبهات بإذن الله سبحانه تعالى في خلال عرضنا .. و الله المستعان ..

**
افحام الخصوم باثبات الاعجاز في نبوءة سورة الروم


المنهج الذى سوف اتبعة بإذن الله سبحانه و تعالى للرد على الشبهات حول النبؤة و اثبات الإعجاز ...

أولا ... بيان القراءة الصحيحة لتلك الآيات الكريمات ..

ثانيا ... بيان الحقائق التاريخية المختصة بتلك الفترة من المصادر الاجنبية أو الغير اسلامية ... و اثبات توافقها التام مع النبؤة بأمر الله تعالى ..

ثالثا ... تحديد المعيار التاريخى أو تحديد المراجع التاريخية الحقة الذى يجب أن نقيس به تحقق تلك النبؤة من عدمها ...

رابعا .. و هو الأهم ... توضيح مدى أهمية تلك النبؤة من الناحية العقلية قياسا على الظروف التاريخية و الاجتماعية بتلك الفترة فى اثبات نبوة محمد صلى الله علية و سلم ...

بيان القراءة الصحيحة


ننقل قول الشيخ / محمد نبهان بن حسين مصرى ... حول ردة على زعم بعضهم لوجود قراءات أخرى للآيات الكريمة مثل " غَلبت الروم " بفتح الغين و " سيغلبون " بضم الياء ..

فهو يقول ... فى مجال ردة على الشبهات فى القراءات ...

http://www.quraat.com/qraat_since5.asp

زعم المستشرق جولد زيهر: وجود تناقض بين القراءات في المعنى، واستدل على ذلك بتناقض القراءتين في سورة الروم ] غُلِبت الروم [ بالبناء للمجهول و] سيَغلبون [ بالبناء للمعلوم، والقراءة الثانية (غَلبت الروم) بالبناء للمعلوم (سيُغلبون) بالبناء للمجهول.

الجواب ...

أن القراءة المتواترة في هذه الآية هي ]غُلبت الروم[ بالبناء للمجهول، أما القراءة الثانية فهي قراءة شاذة غير متواترة، وبالتالي لا تصلح لمعارضة القراءة الأولى ولا تعد قرآناً أصلاً. ولن يجد جولد زيهر ولا غيره من المغرضين ما يمكن أن يكون مثالاً لتعارض القراءات، وصدق الله تعالى إذ يقول: ] ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً [ [النساء82].

و علية فإن تلك القراءة المزعومة ليس لها من كتاب الله حظ ... لذا فإنة لا يصح الاحتجاج بها ... و لولا أن علماؤنا كالقرطبى و غيرة كانوا يحرصون على تقصى الأخبار و معرفة الصحيح منها و الخاطىء ... لما عرف الملحدون عنها شيئا فى العصر الحديث .. فقد ضعّفها القرطبى و غيرة .. و لم يعدّوها من القراءات أصلا ...