التفنيد لكل ترديد حول خرافة التجسيد
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد صدع المسيحيون رؤوسنا وهم يتحدثون عن #التجسد وعن حتمية التجسد
أي - أن الله قد تجسد في صورة #إنسان - وبتعبير آخر - أن الله قد #تأنس - وأنه أصبح #إنسان , وأنه قد ظهر باسم يسوع وبشخصه - كل ذلك من أجل أن يفتدينا الله من #خطيئة آدم – بعدما يموت #مقتولا على الصليب مع ان الكتاب المقدس نهي عن ذلك
ونقول هذا كذبا وافترائا علي الله
لأن الله إذا ما #تجسد – فإنه يتعرض للتغيير بذلك التجسد - والله لا يتغير -
#فبالتجسد يصبح الله – محدودا
بالرغم من أن الله غير محدود
فمثل هذا التغيير - لا يليق بجلال الله .
وبالتجسد يصبح الله - الكبير العظيم المتعال الجبار - صغيرا ووضيعا وضعيفا وذليلا - ومثل هذا #التغيير - لا يليق بذات الله سبحانه ولا يليق بعظمته .
#وبالتجسد يصبح الله - الغني عن جميع مخلوقاته , والمنزه عن كل ما تحتاجه #مخلوقاته - من طعام والشراب – فإن الله يصبح بالتجسد - فقيرا ومحتاجا إلى الطعام والشراب ومحتاج إلى إحداث الحدث أيضا - #تنزه الله عن كل ذلك وعن مثل ذلك التغيير .
#وبالتجسد يصبح الله الرحمن الرحيم بخلقه – يصبح الله بحاجة إلى من يرحمه , وبحاجة إلى من يعطف عليه , وإلى من #يساعده وإلى من يقويه – فتنزه الله عن تلك النقائص كلها , تنزهت صفاته وتقدست أسماؤه .
فمن غير #المعقول
#فبالتجسد الذي يزعمونه – بحسب عقيدتهم – فإن الله قد تغير – وأن الله الكبير المتعال قد أصبح – بحسب عقيدتهم - #ذليلا - بين يدي شرار من مخلوقاته – فتارة #يلطمونه ويضربونه #ويجلدونه , وتارة يبصقون عليه , وتارة يستهزئون به #ويسخرون منه , وتارة يجردونه من ملابسه #ويعرونه , وتارة يلبسونه #فستانا قرمزيا من أجل أن يسخروا به ويذلوه ويهينوه , وتارة يحاكمونه وتارة #يصلبونه ويطعنونه بالحربة في جنبه ليستعجلوا موته .
#فالتجسد - نقيصة ما بعدها نقيصة - تعالى الله عنها علوا كبيرا .
كما أن كل من يعتقد – بأن الله قد #تجسد – أو بأن الله من الممكن أن يتجسد في #صورة إنسان – فإنه لا يستطيع أن يعترض - إذا ما زعم غيره بأن الله من الممكن أن #يتجسد الله امرأة .
وكذلك ليس له أن يعترض إذا ما زعم غيره – بأن الله من الممكن أن #يتجسد بصورة حيوان أيضا - كقط مثلا , أو بصورة طائر #كعصفور , أو بصورة حشرة كنملة , أو بصورة فيرس #كالإيدز مثلا , أو بصورة نبتة كالصبار مثلا , أو أيتجسد الله بصورة حجر أصم - كالصنم مثلا , أو بصورة حديدة صدئة كتلك التي الحذوة التي في حافر الحصان , أو غير ذلك من صور التجسد المزعزم .
فإن اعترض – من يعتقد بأن الله قد تجسد – على تلك التفاهات , فإنه يُرَدُ عليه بنفس منطقه ,
أم أن الله – بحسب عقيدتك - لا يستطيع إلا أن يتجسد في شخص يسوع فقط ؟
فإن قال نعم – فإنه بنفسه يكون قد هدم معتقده وأسقط نظرية التجسد - لأنه بإجابته تلك يكون قد نفى - أن الله على كل شيء قدير .
إضافة إلى أن التجسد - فاسد وباطل وأنه لا علاقة له بقدرة الله – فإنه هناك الكثير من النقائص - غير التجسد - لا تليق بجلال الله ولا تليق بعظمته عز وجل – وقد زعمها المشركون وزعمها بعضها أهل الأهواء والنحل .
فبعضهم زعم بأن الله قد اتخذ زوجة .
وبعضهم زعم بأن الله قد اتخذ ولدا .
وبعضهم زعم بأن الله قد اتخذ له شريكا أو شركاء – فتعددت الآلهة .
وبعضهم زعم بأن الله قد أخطأ .
وبعضهم زعم بأن الله قد نسي .
وبعضهم زعم بأن الله قد تعب وأنه قد استراح .
وبعضهم زعم بأن الله قد ندم على بعض أفعاله.
وبعضهم زعم بأن الله قد نام
وبعضهم زعم بأن الله قد حزن
وبعضهم زعم بأن الله قد جهل بعض الأمور .
وبعضهم زعم بأن الله قد صارع انسان .
وبعضهم زعم بأن الله بحاجة إلى الطعام والشراب , وبأنه أكل وشرب.
فتعالي الله جميعا عما يشركون
فكل تلك الأمور هي من النقائص التي ينسبها الجاهلة إلى الله سبحانه وتعالى عن كل ذلك ,
أن التجسد المزعوم هو - مفتاح لعبادة الأصنام - ولعبادة البقر ولعبادة غير ذلك من المعبودات والعبادات والخزعبلات
فعابد الصنم – باستطاعته أن يقول – بأن الله قد تجسد في صنمه .
وكذلك عابد العجل والبقرة - يقول بأن الإله قد تجسد في بقرته .
وفي الهند هناك من يعبد القرود والفئران لنفس السبب - الذي هو التجسد .
كما أن عبدة الأصنام - في الجاهلية - لم يكونوا يعتقدون بأن تلك الأحجار الصماء - التي نحتوها بأيديهم - هي الله أو هي الخالقة لهم - وإنما كانوا يعتبرون تلك الأصنام - هياكل للإله الذي يعبدونه - أو - أنهم كانوا يعتقدون بأن الإله قد حل في تلك الأصنام أو تجسد فيها .
ولذلك جاء على لسان مشركي قريش بأنهم لا يعبدون الأصنام لذاتها وإنما يتقربون بعبادتها إلى الله , فقالوا :
( مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى)
فتجسد الله - في صورة إنسان أو في أي صورة من الصور المادية الأخرى - يتطلب تغيرا جذريا في صفات الله وفي طبيعته , فذلك التغيير - بكل المعايير - هو الهبوط والتدني والانحدار - وليس الرفعة والعلو والكمال والإجلال - لأن جميع أشكل الصور المادية محدودة وناقصة ومحتاجة إلى الله - بينما العظمة والجلال والكمال كله لله عز وجل وحده .
فالإنسان
الذي هو أفضل المخلوقات المادية يعتريه النقص في كل شيء .
فالإنسان - محدود في شخصه دون اختياره .
والإنسان - محدود في وجوده بزمن معين لا خيار له فيه .
والإنسان - محدود القوة , محدود القدرة , محدود الحياة , محدود السمع , محدود البصر , محدود الرؤيا , محدود التفكير , محدود الذكاء , محدود العلم , محدود الطاقة محدود الإمكانيات , محدود التحمل .
فالإنسان - لا يطيق انقطاع الهواء أو الماء أو الطعام
والإنسان - لا يطيق التعرض لحرارة زائدة ولا لبرودة ناقصة
والإنسان - بحاجة إلى من يقوم على رعايته في صغره وفي ضعفه وفي فقره وفي مرضه .
والإنسان - بحاجة إلى من يتخلص من جثته بعد موته , كأن يدفنه أو يحرقه
فكل ذلك لا يليق بجلال الله سبحانه ولا بكماله.
وتفكر يا ابن آدم في هذه الآية جيدا واعلم بأنك غير معذور بعد هذه الآيات وبعد هذا البلاغ المبين
( لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ
ربي يشرح صدور كل النصاري
