بحث ماتع حول أصول قصة سجود إبليس لآدم في المسيحية

منشور التدمير الثلاثي
تدمير لأسطورة عصمة الكتاب المقدس !!
تدمير لعصمة رسل المسيح و تكلمهم بإلهام الروح القدس !!
تدمير لديكتاتورية حصر الأسفار القانونية في 66 أو 73 سفر و ترك مئات الأسفار و الرسائل و وصمها بالغير قانونية او ابوكريفا !!!!!

اليوم نحن مع موعد مع أربعة نصوص لأربعة من رسل المسيح ، الأربعة يقتبسون نصوصا و قصصا من كتب غير قانونية ، و من الأسلوب و الصياغة يظهر أنهم يتكلمون عن أمور معروفة واسعة الشهرة في زمانهم و كأنهم هم أنفسهم و كذلك جمهورهم يعترفون بتلك القصص و يؤمنون بها ، و لا يظهر أبدا من صياغتها أنهم يعلّمون جمهورهم و يخبرونهم - بوحي من الروح القدس !!! - بشئ جديد لم يسمعوا به من قبل !!!

القصة عند المسلمين يعرفها الصغير و الكبير لأنها مذكورة بكل وضوح في القرآن الكريم ، إنها قصة طرد إبليس من رحمة الله بسبب تكبره و رفضه السجود لآدم ، و لكن عندما تسأل أي مسيحي ما قصة سقوط إبليس و لماذا طرد من رحمة الله و صار شيطانا فلن تجد لديه إجابة كافية عن هذا السؤال الخطير !!!

و منعا للإطالة سنناقش كل نص في منشور مستقل حتى يتسنى الاحاطة بكل جوانبه و الرد على تفسيرات آباء الكنيسة لكل نص ....

النص الأول من الرسالة المجهولة الكاتب و هي الرسالة إلى العبرانيين ، و طبعا من اسمها فهي مرسلة إلى اليهود الذين يعرفون القصة جيدا ، و حتى وان كانت القصة غير موجودة في العهد القديم فإن اليهود يؤمنون بالتلمود الذي هو عندهم الموروث الشفهي المنقول ، و على افتراض أن كاتب الرسالة هو بولس - كما يعتقد اكثر النصارى - فإن بولس كما قال عن نفسه يهودي ابن يهودي و فريسي ابن فريسي ، و كل رسائله تشهد بذلك ، فقد ملأها كلها باستشهادات من العهد القديم و الموروث اليهودي مع وضع بصمته الخاصة بإسقاط كل صغيرة و كبيرة منه على المسيح و محاولا جعل العهد القديم كله متكلما على المسيح لا غير مع أن الحقيقة مغايرة لذلك تماما !!!

و النص الذي بين أيدينا اليوم يقول فيه كاتب العبرانيين
و في أول إصحاح :
(6) وأيضًا مَتَى أدخَلَ البِكرَ إلَى العالَمِ يقولُ: «ولتَسجُدْ لهُ كُلُّ مَلائكَةِ اللهِ»

هكذا و بين علامتي تنصيص ، أي أن الكاتب مقتبس هذه الجملة من كتاب ما أو قصة ما ذائعة الصيت عند اليهود !!!

طبعا آباء الكنائس و علماء النصارى قلبوا الدنيا عشان يعرفوا من أين أتى بولس بهذا النص من العهد القديم و لكن كل محاولاتهم باءت بالفشل الذريع فذهبوا إلى تأويلات و نصوص أخرى لا تمت لهذا النص بصلة و لا تزال الحيرة تتملكهم إلى يوم الناس هذا !!

و الآن من هو هذا البكر الذي يتكلم عنه بولس ، طبعا بولس على طريقته يريد أن يسقط هذا النص المعروف على شخص المسيح ، و لكن أين الدليل ؟ أين نجد في العهد الجديد أن الله أمر الملائكة أن تسجد للمسيح ؟ بل أين نجد في الأناجيل أن المسيح هو بكر الخليقة أو حتى بكر البشرية ، فقط لا نجد غير أنه بكر مريم في متى 1 : 25 و لوقا 2 : 7 ، إذن فالمقصود بالبكر الذي جاء النص المقتبس في حقه هو بكر البشرية آدم أبو البشر بلا شك و لا ريب !!

طيب ؛ انت تقول ان القصة لا وجود لها في العهد القديم فكيف تجزم أن هذا النص مقول في حق آدم لا غيره ،

و هنا كانت المفاجئة من كتابين من أبوكريفا العهد القديم
الأول : كتاب آدم ، و الثاني : كتب آدم و حواء ، و الكتابان يشتملان على القصة و أمر الله للملائكة بالسجود لآدم !!
و هذا نص القصة من الكتاب الأول ، و ان شاء الله في الجزء الثاني من المنشور سأضع نص القصة من الكتاب الثاني كما سأضع روابط الكتابين في نهاية المنشور.

13.2 The very day when you were created, on that day, I fell from before the face of God, because when God breathed a spirit onto your face, you had the image and likeness of the divinity. And then Michael came; he presented you and made you bend down before God. And God told Michael, "I have created Adam according to (my) image and my divinity."
14.1 Then Michael came; he summoned all the troops of angels and told them, "Bow down before the likeness and the image of the divinity."
14.2 And then, when Michael summoned them and all had bowed down to you, he summoned me also.
14.3 And I told him, "Go away from me, for I shall not bow down to him who is younger than me; indeed, I am master prior to him and it is proper for him to bow down to me.
15.1 The six classes of other angels heard that and my speech pleased them and they did not bow down to you.
16.1 Then God became angry with us and commanded us, them and me, to be cast down from our dwellings to the earth. As for you, he commanded you to dwell in paradise.

و المعنى باختصار أن الشيطان يخبر آدم بأنه هو سبب سقوطه من وجه الله ، لأن الله عندما خلق آدم و نفخ فيه من روحه خلقه على صورته ثم أمر ميخائيل ( ميكائيل ) بجمع الملائكة و أمرهم بالسجود لصورة الله ، و كذلك أمر الشيطان معهم ، فسجد كل الملائكة ، أما الشيطان فقال لميخائيل : اذهب بعيدا عني ، أنا قبله ، هو بالأحرى يجب أن يسجد لي ....

و نحن في انتظار ردود كل المسيحين عن سؤالنا : من أين أتى كاتب العبرانيين بنص ( و لتسجد له كل ملائكة الله ) و عن سؤالنا الثاني لماذا طرد الشيطان من رحمة الله و ما هو سر عداوته لبني آدم ؟
the book of Adam
http://www.pseudepigrapha.com/pseude...BookOfAdam.htm
the books of Adam and Eve
http://www.pseudepigrapha.com/pseude...ha/adamnev.htm
و الآن مع رسول آخر من رسل المسيح يقوم بنفس الأمر و يتحدث به مع سامعيه على أنه شئ بديهي و معروف للجميع ، و لكن و للأسف الشديد هذا الأمر المعروف تحوّل إلى أغرب أمر و أشكل قضية بعد أن نقل النساخ و المترجمون كلام رسل المسيح إلى اليونانيين و غيرهم من الذين نهى المسيح نفسه تلاميذه من دعوتهم أو التوجه إليهم كما في متى 10
(5) هؤُلاءِ الِاثنا عشَرَ أرسَلهُمْ يَسوعُ وأوصاهُمْ قائلًا: «إلَى طريقِ أُمَمٍ لا تمضوا، وإلَى مدينةٍ للسّامِريّينَ لا تدخُلوا.
(6) بل اذهَبوا بالحَريِّ إلَى خِرافِ بَيتِ إسرائيلَ الضّالَّةِ.

و نص يهوذا الذي معنا اليوم يحدث به من حوله من المسيحيين الاسرائيليين فيقول ( يهوذا 1 )
(9) وأمّا ميخائيلُ رَئيسُ المَلائكَةِ، فلَمّا خاصَمَ إبليسَ مُحاجًّا عن جَسَدِ موسَى، لَمْ يَجسُرْ أنْ يورِدَ حُكمَ افتِراءٍ، بل قالَ: «ليَنتَهِركَ الرَّبُّ!».

طبعا النص ده بيتكلم فيه يهوذا بكل تلقائية مع من حوله الذين يعرفون القصة مبدئيا ، و يريد يهوذا أن يلفت أنظارهم إلى فائدة و درس مستفاد من موقف ما في هذه القصة ،، و لكن و لأن ناقل الرسالة الى اليونانيين أو ناسخها أو مترجمها لا يعرف أساس القصة لأنه غير إسرائيلي فإنه وقع في خطأ جسيم جعل من هذا العدد أصعب و أعقد و أشكل عدد في العهد الجديد تقريبا !!
لقد قام هذا الناسخ الأممي الجاهل بإبدال كلمة آدم بكلمة موسى التي لا وجود لها على الاطلاق في أسفار قانونية او غير قانونية او تلمود او هاجاداه فأوقع كل من بعده من مفسرين و محللين و شراح في مأزق و حرج لا فكاك منه بحال !!

الخصومة بين ميخائيل و ابليس كانت على جسد آدم يا ناسخ رسالة يهوذا ، آدم و ليس موسى ، هذا ما يعرفه الاسرائيليون و هذا ما نجده في الاسفار الابوكريفا و في تلمود اليهود !!!

و كما و عدتكم في الجزء الأول بنقل القصة هذه المرة من الكتاب الثاني و هو كتب آدم و حواء ( books of Adam and Eve )
و إليكم نص القصة
When God blew into thee the breath of life and thy face and likeness was made in the image of God, Michael also brought thee and made (us) worship thee in the sight of God; and God the Lord spake: Here is Adam. I have made thee in our image and likeness.'
xiv 1 And Michael went out and called all the angels saying:
'Worship the image of God as the Lord God hath commanded.'
And Michael himself worshipped first; then he called me and said: 'Worship the image of God
3 the Lord.' And I answered, 'I have no (need) to worship Adam.' And since Michael kept urging me to worship, I said to him, 'Why dost thou urge me? I will not worship an inferior and younger being (than I). I am his senior in the Creation, before he was made was I already made. It is his duty to worship me.'
xv 1,2 When the angels, who were under me, heard this, they refused to worship him. And Michael saith, 'Worship the image of God, but if thou wilt not worship him, the Lord God will be wrath
3 with thee.' And I said, 'If He be wrath with me, I will set my seat above the stars of heaven and will be like the Highest.'
xvi 1 And God the Lord was wrath with me and banished me and my angels from our glory; and on
2 thy account were we expelled from our abodes into this world and hurled on the earth.
و اختصارا
هنا يحكي إبليس لآدم سبب عداوته له فيقول : ان الرب عندما خلقك و نفخ فيك نسمة الحياة جعلك على صورته ، و ميخائيل أمر الملائكة بعبادة ( السجود ) صورة الله بعد أن سجد هو نفسه و لكن إبليس قال له : لا حاجة لي في عبادة آدم ، و ميخائيل يستمر في الالحاح عليه ، فقال له لماذا تلح علي : أنا لن أعبد من هو أقل و أصغر مني ، أنا أفضل منه في الخلقة ، قبل أن يُخلق كنت أنا موجودا ، هو بالأحرى ينبغي أن يعبدني ، و الملائكة الذين كانوا تحت رئاسة ابليس رفضوا أيضا عبادته بعد سماع كلامه ، وهنا قال له ميخائيل (( وهذه النقطة الهامة )) ان لم تعبد صورة الله فسيغضب عليك الله !!!

طبعا هنلاقي المفسرين المسيحيين حاولوا بكل امكانيتهم يجدوا مخرجا لهذا اللغز بشتى الطرق ، فمنهم من ألف قصصا لا وجود لها كالذين زعموا أن ابليس أراد أن يُظهر جسد موسى حتى يعبده بنو إسرائيل إلا أن ميخائيل أخفى جسده ، و مع أن هذه القصة لا وجود لها في أي مكان الا أن مؤلفها جعل من أجساد الأنبياء لعبة للشياطين تتلاعب بهم بعد موتهم ، و لماذا لم يعبد الاسرائيليون قبله هارون أو يوسف أو يعقوب ..... ؟

بعض الشراح الآخرون زعموا أن يهوذا أخذ هذه القصة عن كتاب مخفي ( ابو كريفا ) اسمه صعود موسى أو شهادة موسى !!!
و رغم ان المخطوطة المتوفرة حاليا من هذا الكتاب غير مكتملة ، الا ان كتابات الاقدمين تحدثت عن محاولة للشيطان لأخذ روح موسى و هو حي و لكن الله أخذه بعيدا و لا ذكر لهذه المناقشة بين الشيطان و ميخائيل !!!

أنا أعرف ان الأمر ليس بالسهل أن يعترف المسيحي بتحريف كتابه بسهولة ، و لكن مع تواتر الأدلة لابد أن يعترف و لا يكابر ، يقول الدكتور البروفيسور بارت ايرمان : إن في كتابنا العهد الجديد أخطاء و تناقضات أكثر من الكلمات الموجودة فيه !!!
كيف يقول هذا و هو صاحب الخمس شهادات دكتوراة في اللاهوت و الباترولوجي و علم النقد النصي و اليونانية القديمة و الآباء !!!